ليس نحن بصدد الكلام عن ال كابوني او زعماء المافيا الايطالية في الولايات المتحدة واوحتي فيلم الاب الروحي الذى جسد بروعة حياة هؤلاء ولاحتي فيلم مافيا المصرى لاحمد السقا ساتكلم في هذا( البوست) عن مافيا اتخذت من الاسلام شعارا ومن القتل منهاجا ومن السياسة بغية وسبيلا انهم الحشاشون واو جماعة الحسن بن الصباح .
الجماعة التي نشرت الرعب والفزع في فترة كانت الامة الاسلامية تعاني من التفكك والضياع وجماعة الحشاشين هذه جماعة سياسية بالاساس اتخذت من الاسلام شعارا لها وكان اعضائها يتلقون اوامرهم بتنفيذ عمليات الاغتيال السياسي لصالح اطراف اخري .
امتاز فدائيو هذه الجماعة بالطاعة العمياء لقائدهم حتي لو امرهم بقتل انفسهم ما ترددوا في ذلك وقبل كل شىء عن ايمان مطلق وتصديق لا يخامره شك ابتغاء مرضاة الله ثم قائدهم الذى يعدهم بالفردوس الاعلي حيث الفتيات الحسان والفاكهة الوارفة وغير ذلك من ملذات الجنة .
اتخذوا من قلعة في بلاد فارس مقرا لهم تدعي هذه القلعة ال موت اي "عش النسور " منها تنطلق الاوامر وفيها الفردوس التي يرجونها ويعيش قائدهم الاعظم.
اما عن قائدهم الاول ومؤسس هذه الجماعة والمخطط لها ولاهدافها هو الحسن بن الصباح
ينتسب الحسن بن الصباح الي ملوك حمير فهو يماني الاصل انتقل ابوه الي طوس من بلاد فارس حيث نشأ وتربي واكتسب معلوماته الاولي في الفقه الشيعي خاصة الاسماعيل منه علي يد معلمه ومربيه " امير درب" الذى علمه اصول الفقه الاسماعيلي حتي تشربه تماما وكان امير درب له علاقة بمذهب الباطنية المصرية ومن هنا تأتي دور مصر في مسيرة وحياة الحسن بن الصباح .
في عام 469 هجريه غادر الحسن بن الصباح فارس الي مصر لتلقي العلوم الشيعية في الازهر ايام الدولة الفاطمية .
شهدت هذه الفترة صراعا نتج عن نقل ولاية العهد من نزار الابن الكبر للخليفة المستنصر الي المستعلي وكان يناصر هذا القرار الوزير بدر الجمالي الذي زوج المستعلي ابنته .
اما عن علاقة الحسن بن الصباح بهذا الصراع هو مناصرة الحسن لنزارولما علم بدر الجمالي طرده من مصر فرجع الي فارس في منطقة دمغان حيث ارسل دعاته الي منطقة ألموت لدعاية اهلها الي المذهب الاسماعيلي ويرى بعض المؤرخين ان اهالي المنطقة سارعوا الي هذه الدعوة لانهم اعتبروها مقاومة للسلطات السلجوقية السنية في هذه المنطقة وبذلك نجح الصباح في خطته الرامية الي نشر المذهب اولا وثانيا وجود تابعين له في مقاومة السلاجقة من جهة وضرب خصومه من جهة اخري.
اما عن استيلائه علي قلعة ألموت التابعة للسلاجقة فقد سلمه له المهدي العلوى الثائر علي الدولة وكانت القلعة اقطاعا له من سلطان الدولة ملك شاه وبذلك فقد تحقق مراد الصباح في وجود قلعة تحميه .
اما عن القلعة التي وصفها ماركو بولو وكان اول الواصفين لها فكانت في جبال مازندران التي تبعد الان عن طهران حوالي100 كيلو متر فكانت محاطة بسرية تامة الي جانب وجود حدائق اسماها الصباح بالفردوس الاعلي واتي بالفتيات الحسان الي هذه الحدائق ليقمن بعمليات اغراء الفدائى المكلف بعملية الاغتيال وهو تحت تاثير المخدر لذلك وصموا بالحشاشين.
اما عن تسمية الحشاشيين لانهم كانوا يتعاطون مخدر الحشيش ويتوهمون انهم في الجنة وبذلك سيطر عليهم الصباح في تنفيذ عملياته وهناك من المؤرخيين من ينكر هذه الطريقة وويرجعها الي كلمة حشاش في اللغة اي حش او جز راس القتيل وبذلك سموا بالحشاشية .
علي اية حال ارتبطت كامة حشاشيين اوAssassins في كل اللغات اي السفك او القتل بمعني سفاحيين وقد انتقلت هذه التسمية علي الارجح ايام الحروب الصلييبية لما كان لهذه الجماعة بعلاقات بالصلبيين وايضا في القرن الثالث عشر عندما وصف ماركو بولو الجماعة وقلعتهم في ألموت .
اما عن بعض الاغتيالات التي قامت بها الجماعة:
1/ اغتيال الوزير السلجوقي نظام الملك.
2/ محاولات اغتيال للسلطان صلاح الدين.
3/ الاشتراك مع الصليبين في خطة لاغتيال عماد الدين زنكي وقد نجحت.
4/ ساعدوا الصليبيين في عمليات ضد الدولة النورية في حلب.
5/ اغتيال سلطان دمشق طغتكين في المسجد الجامع وذلك بعد تحالفه مع نور الدين محمود ضد الصليبيين.
وغيرها الكثير . خلاصة القول ان هذه الجماعة ارهابية وكانت اشبه بالمافيا الدولية لهم جذور في كل مكان ينفذون لمن يدفع اكثر ويعتمدون علي طاعتهم العمياء وليس لهم هدف غير مصلحتهم العليا في الفساد ونشره خاصة في اماكن الاضطراب والحروب.