فترة تاريخية لا شك فيها التي نحن فيها الان ،اتصور بتخيلاتي التي لا تنتهي ابدا ان هذه الفترة اصعب مما كان وان الفصل الثاني من الثورة العظيمة بدأت بالفعل من ساعات قليلة ، الان ممكن ان نتصور سناريوهات مستقبلية ستكون مصر فيها جمهورية ثانية اتمني ان يكون فيها نظام برلماني جمهورى قوى وليس للديكور اي دور فيها ، لن اتحدث عن المستقبل لانه وليد عملنا نحن وليس اي احد اخر بمعني نحن من نريد ونحن من نقرر وللقدر عليه ان يترجم هذا الي احداث سنراها اما عاجلا او اجلا ولكن تعالوا بنا الان نحدد ما حدث ..ولو بشكل شخصي او خواطر من قلب الثورة كما عشتها ..
1| مرحلة الصدمة المباشرة :
وهذه كانت 25 يناير لم يكن احد يتصور هذا النجاح المبهر العظيم الذى فعله الشباب واحتلالهم مكان الصدارة في ميدان التحرير حينها تذكرت الايام السابقة لهذا اليوم والنكات التي ظهرت والتهكم الواضح في كلامنا علي تويتر او فيس بوك او حتي المدونات ..
كنت في ليلة 25 يناير متوترا لاقصي درجة ..خائفا من خيبة الامل التي سأعيشها في هذا اليوم ،متشائما علي غير العادة الشخصية لي ،كنت اتصور انها ستكون حركة مكررة لما حدث في 6 ابريل علي اقصي تقدير وسنجد بعدها حركة 25 يناير ولكن في هذا اليوم الذى فاق توقعاتي صدمني بشكل مريع وظننت انني احلم واهذى ..
كنت في هذا اليوم علي صفحة تويتر اتابع ما يكتبه الناشطون من قلب المظاهرات وكل ساعة يزداد التفاؤل حتي الليل ..
تعرفون انني من دمنهور ..مدينة صغيرة ممكن ان نشبهها بالمنصورة او طنطا او بنها ولم يكن فيها في اليوم الاول اي مظاهرات سوى مظاهرة مكونة من 100 فرد محاطة بحوالي 500 فرد امن وكان الناس يشاهدون المظاهرة في ترقب وخوف وانا كنت من هؤلاء اترقب في خوف وايقنت ان دمنهور لم يحن دورها في الثورة ..
ولكنني ارتكبت حماقة في هذا اليوم وكدت اكون في عداد المعتقلين عندما بادرت بالتحدث الي الناس ادعوهم المشاركة بالقرب من هذه المظاهرة حتي سمعت من ورائى " يالا ياكابتن من هنا "
طبعا كان هذا صوت المخبر الذى شرع في اعتقالي لولا انني هربت بسرعة وجريت الي سوق مزدحم واختفيت من امامه ..انتهي ذلك اليوم بشىء من الخوف مختلطا بالدهشة والصدمة والرجاء...
الصدمة الان مستمرة الي يوم 28 يناير
المرحلة الثانية : انتهاء الخوف الي الابد ..
بعد صلاة الجمعة خرجت دمنهور كلها الي الشارع ،حتي اكون دقيقا نصف السكان في الشوارع والنصف الاخر مؤيدا من الشرفات ممسكين بعلم مصر في مشهد مهيب جدا لم اره في حياتي مطلقا ، لساعات استمرت المظاهرات سلمية وتجولت المسيرة التي اقترب عددها الي ربع مليون مواطن قرب صلاة العصر ووصلت الي مبني المحافظة حتي وصلت الي ميدان الساعة وهو اشهر ميادين المدينة وهنا بدأت المأساه
3:30 ادينا صلاة العصر في الميدان ..وبعدها هتفنا لقوات الامن التي كانت في الميدان وهتفنا ان هذه المظاهرات سلمية ..
3:40 اقترب شخص احفظ ملامحه في ذاكرتي حتي الان من قيادات المظاهرة وقال له ان كل المدن "مولعة " بنفس اللفظ الذى استخدمه وينبغي علينا التخلص من رموز الفساد في المدينة ورفضت القيادات استخدام العنف في المظاهرة لانها سلمية ..
تنويه : ميدان الساعة يضم مباني هامة مثل : قسم اول المدينة ، مبني امن الدولة ، المطافي ، مبني المجلس البلدى (وهو مبني اثري بالمناسبة ) ودار الاوبرا الجديدة و مقر الحزب الوطني ..والمحكمة الابتدائية بشارع احمد عرابي المجاور للميدان والذى شهد مأساة في اليوم التالي
3:42 : نفس الشخص الذى احفظ ملامحه اتجه الي مبني الحزب الوطني ومعه جمع كبير وبدأ اقتحام المبني وبدأت المأساة ..
3:45 امسكت بهذا الشخص الذى اقتحم المبني وصحوت في الناس "بلطجي" والمفارقة المضحكة ان الناس تركته وبدأت بضربي لولا ان عرفني بعضهم وظلوا يضحكون في وسط الهيجان العام الذى اصابهم ..واناس اخرون في وسط الاقتحام والتكسير بدأو يقولون سلمية وبعد قليل انضموا الي المخربين ...وانتهي المبني بالحرق وتحت انظار الامن المركزى ..
3:55 بدأت عربة مطافي تدور في الميدان وسط الناس وتسببت في دهس مواطن وكان هذا اول الشهداء ..
4:00 حالة هيجان عام في الميدان وبدأ الضرب من الامن بقنابل مسيلة للدموع حتي انني كنت اتحدث مع اختي في التليفون اثناء ضرب قنبلة كادت ان تنزل علي ام رأسي (شوفت الحلاوة )..
4:05 التهمت النار المبني بالكامل وامتدت الي مبني المطافي المجاور ..
4:10 : في اثناء الهياج العام قرر المتظاهرون الذهاب الي مبني امن الدولة وبالفعل انطلقوا كالمجانين الي المبني الفخم المرعب الذى كان مقر الاتحاد الاشتراكي سابقا وعلي حسب شهود عيان موثوق فيهم (ابن خالتي ) تم الاقتحام وحرق ثلاث سيارات في محيط المبني وبعدها تم اقتحام المبني نفسه وكان من ضمن المقتحمين (الواد ابن خالتي ) وهو الذى حكي لي التفاصيل كاملة تم حرق المبني والله وحد يعلم من اين جاء البنزين وبعدها بربع ساعة خرج الظباط وبدا الضرب في المليان وقتل 2 علي الاقل واصيب اخرون احدهم مات في وقت اخر واصيب اخر بشلل رباعي بحسب قول من حضر
كنت انا في الجهة الاخرى من الميدان اعاني من اختناق بسبب " القصف " بقنابل مسيلة للدموع ووصلت الي ضرب الرصاص المطاطي بهستيرية غريبة الشكل ..
4:30 بدأ المتظاهرون في اخلاء الميدان والهروب الي الشوارع الجانبية وعمل كردونات ومتاريس لبدء المعارك مع الشرطة ..
4:40 انتقلت الي امتداد شارع" عرابي" لارى بعيني بداية اقتحام قسم الشرطة ونقلا علي شهود عيان ان الشرطة هي التي بدأت بالحرق من الداخل وتهريب المساجين وبدأ المتظاهرون بحرق واجهة المبني وتم هروب ظباط الشرطة من الشوارع الجانبية بعد مقتل احد المتظاهرين بطلق ناري في رأسه وبعدها اتت النار علي القسم بالكامل وتم سرقة الاسلحة والاوراق الخاصة في القسم ...
يتبع
الصورة
بعض من اصدقائى الثوار
ويحيى الجزار احد شهداء التحرير في الاربعاء الاسود (موقعة الجمل والحمار )
وكان يحيي خريج كلية تربية دمنهور 2010