الان انا في اسطنبول ..أريد أن اذهب الي كل الاماكن التي قرأت عنها ..كنيسة أيا صوفيا التي تحولت الي مسجد ..صحيح ان السلطان محمد الفاتح أخطا في تقدير البعض عندما حولها الي مسجد ..لكن علي اي حال اتي هذا الوضع بنتائج مبهرة حيث تحولت ايا صوفيا الي مسجد فأصبحت كنيسة ومسجد بكل تفاصيلهما الرائعة ..
أريد ان اذهب الي حمام كي انتعش وأشعر ان جسدى تخلص من الارهاق الذى لحق به ..اريد ان اذهب الي كل مكان في اسطنبول الجميلة ..
اهاا ..بالطبع معي سوزان ..تبدو انها لم تشعر بالارهاق مثلي ..بل هي نشيطة للغاية ..بالطبع انا سمج في بعض الاحيان لذلك سألتها ما اذا كانت تتناول أقراص الترامادول لانها تبدو نشيطة ؟..
بدا عليها بالطبع عدم الفهم والبلاهة وقالت لا تناولت قهوتي في الطائرة وانت نائم ..ثم نظرت لي نظرة معبرة وقالت ..انت تصدر أصواتا مرعبة وانت نائم !!
ضحكت بشكل الفت العابرين في الشارع ..وقلت لها صحيح ..انا من الشخصيات التي تصدر موسيقي رائعة وهي غارقة في النوم ..وقلت في سرى ..الحمد لله لو كانت تفكر في علاقة معي ..فقد أنتهت الان ..
................................................
سرنا سويا في شوارع اسطنبول ..نحن في ابريل ..والجو رائع هنا علي عكس القاهرة التي يبدأ فيها الصيف من منتصف فبراير ..تناولنا الطعام في مطعم صغير ..ثم ذهبنا الي الفندق ..
قبل أن اذهب الي غرفتي ..قالت لي سوزان انها ستذهب الي مقر الوكالة في اسطنبول وستقدم اوراق الاعتماد لديهم ، أما انا فلدى اسبوع كامل قبل ان ابدأ اي عمل ..ذهبت الي الغرفة ونمت نوما عميقا لم انمه قبل ذلك ابدا .
صحوت في تمام التاسعة مساءا ..وقررت ان اتنزه قليلا في الشوارع القريبة من الفندق ..في أذني سماعات المحمول تطلق نغمات اغاني فرانك سيناترا وموسيقي الاب الروحي لنينو روتا ..
موسيقي نينو روتا بالذات تشعر انها خرجت لتوها من حقول القمح في جزيرة صقلية ..روتا هذا مبدع للغاية انه ..............................
" لا هذا أكيد ضرب من الخيال ، أو انه يشبه ..لا انه هو " كان هذا صوت عقلي عندما رأيت ذلك الشخص الذى يشبه " البودى جارد " الذى قال لي في شارع طلعت حرب : الاسف هيتردلك قريب !!!
فجأة أختفي هذا الشخص بين الزحام كأنه سراااب ...
علي أى حال لابد ان عقلي الباطن يلعب معي لعبة لطيفة أسمها الديجافو ..بالطبع لن اقولها لك أسأل العم جوجل عنها ..نحن هنا في رواية وليست محاضرة عن علم النفس ..
.....................................
علي اية حال نسيت الرجل ونسيت التعب وكل شىء في شوارع اسطنبول العثمانية القديمة ..والشوارع الجديدة ..اسطنبول فعلا دورة في تاج تركيا ..وبعد أسبوع ذهبت الي الوكالة ...وفي اليوم الاول رأيته !!
كان هناك بسماجته ونظرته التي تعني الكثير ..انه ميمو ..لا أردى كيف جاء ولماذا ..وأى مهمة جائت بهذا الشيطان الي هنا ..قفز الي ذهني قول الشاعر المشهور عندما قال لي انه كالشيطان ذاته يذهب الي كل مكان كأن الارض طوع يمينه!!
أول ما رأني ..قال لي اهلا بتلميذى النجيب ..بالطبع قضيت اسبوع ممتع في اسطنبول مع الحسناء سوزان ..
قلت له بل لوحدى ..كان ردى بعصبية مبالغ فيها ..وشعر هو بهذه العصبية وقال لي هدأ من روعك يافتى ستقابل ماينسيك هنا حياتك كلها ...أنا اثق في ذلك ..اها ..جئت كي اطمئن عليك هنا واذهب لكي اجرى حوارا مع مسئول تركي ..هل تريد ان تذهب معي ؟
قلت له لا شكرا ..ثم ذهبت الي غرف المراسلين المجاورة ليبدأ عملي الاول وسط عصبية وانفعال وضيق بسبب هذا الكائن المقيت ..في أول يوم يحدث هذا ..فماذا سيحدث بعد ذلك ..
...........................................
انتهيت من العمل وذهبت الي الفندق لانهي تعاقدى معه واذهب الي شقة قامت الوكالة بتأجيرها لي ..الشقة جيدة في حي متوسط من أحياء اسطنبول بينها وبين البحر ربع ساعة ..
دق جرس الباب ..استيقظت من غفوتي في شرفة الشقة ..فتحت الباب لأرى مالايمكن تخيله ..
انه هو الرجل " البودى جارد " ..اندهشت وخفت ..وانزعجت واضطربت وظل فاهي مفتوحا كالابله حتي قال لي ستفهم كل شىء ولكن أذن لي أن ادخل وأقص عليك ..
بالفعل اذنت له وانا مرعوب ..الرجل قوى فعلا ..لدرجة انني تخيلت في بعض اللحظات انه الفك المفترس وسيبتلعني لا محالة ..
قال ليه ..انه عزت ..فقلت له لا يهم ..من أنت ومذا تريد مني ..قالي لي انه مكلف من ميمو لحراستي .
ميمو ..حراسة ..بودى جارد ..عزت ..الفك المفترس ..تركيا ..مراسل ..الوكالة ..ماذا يحدث !!!!!!!
صرخت في وجهه ؟ ماذا ترييييييد وما شأن ميمو بكل هذا ..قال لي بلهجة عنيفة ..قلت ما عندى ..لا اعرف شيئا غير اللذى قلته لك ..اذهب الي الجحيم بعدها وتركني وذهب ..
تركني هذا العزت في عصف ذهني لم اكن اتخيله في حياتي ..شعرت انني في دائرة مغلقة ..الدائرة أضلاعها الوكالة وميمو وسوزان ومراد و..ماذا اقول هل للدائة اضلاهع ..لا ..لابد من فجوة ما ..ماذا افعل ..لمن أذهب ؟
اها ..انها سوزان ..حتي لو كانت مشتركة في المؤامرة المجهولة هذه الا انها الامل الاخير لأعرف لغز هذه الحكاية ..
اتصلت بها : الو
سوزان : اهلا ..فينك ..
انا : هو ايه اللي فينك ..انتي مختفية من اسبوع ..
سوزان : انا في ازمير ازور اهلي ..ما تيجي عندنا شوية تغير جو ..
انا : امممممم ..ايوة انا عاوز اجي ازمير ..بس الشغل
سوزان : ولا يهمك تعالي وانا ها اتصرف ..
قالت لي العنوان وبالفعل ذهبت الي المطار لاستقل طائرة أزمير ..ولكن في الطائرة ..قفز الي ذهني سؤال ..سوزان قالت لي ستتصرف في تأجيل عملي والذهاب الي أزمير ؟!! هل تملك ذلك ..من هي سوزان اصلا ؟؟؟
انني بالفعل في داءرة مغلقة ..
......................................
وصلت الي أزمير في تمام العاشرة مساءا ..ازمير هذه اشبهها ببورسعيد عندنا في مصر ..تقع علي بحر ايجة وهي ثالث المدن التركية ..يبدو انها ميدنة لطيفة ..لكنني لم استمتع بها بسبب ما انا فيه من حيرة واضطراب ..
ذهبت الي العنوان الذى قالته لي سوزان في التليفون
من بعيد بيت هادىء وسط حديقة غناء ..كأغلب البيوت التركية ..كانت هي بابتسامة راقية تستقبلني ..
كان يستقبلي معها ابيها وامها .. لا ادرى لما تذكرت هنيدى في فول الصين العظيم عندما ذهب عن " لي " ..حمد لله ان الأتراك لا يأكلون الصراصير والا كنت مت من فرط التقزز ..علي أى حال تبدو عائلة لطيفة بالفعل ..
حكيت لسوزان كل شىء ..
بعدها قالت لي ..ميمو لا اعرفه معرفة شخصية ..كل ما اعرفه انك بالفعل مراسل لدينا في الوكالة وسيكون لك مستقبل باهر لدينا ..وميمو ليس له دخل حتي في تعيينك مراسل ها هنا ..وما اعرفه ايضا ان الوكالة معروفة ورسمية ولا شبهة للمؤامرة علي الاطلاق ..
قلت لها : حسنا ..ولكن لدي سؤال انتي قلتي لي ستتصرفي بمنتهي السهولة لكي لا اذهب الي العمل .
ضحكت وقالت لي لا عليك انت أخذت أجازة 10 ايام .. لكي تتنزه في ازمير ..ايه رأيك ؟
اندهشت وقلت لها هل لكي منصب مثلا في الوكالة يخول اليك ذلك ؟
ضحكت وقالت لي انسي كل شىء الا ازمير الان .
.........................................
بعد ان تعرفت علي الست ام سوزان وأبو سوزان الذين يبدو عليهم اللطف الشديد كأنهم خرجوا توا من فيلم عربي قديم ..أخذتني سوزان صباح اليوم التالي الي شوارع ازمير ..وكالعادة اعجبتني المدينة ..تبدول لطيفة جميلة و.............عزت يراقبني هناك في الشارع الجانبي
..................