بالطبع شاهد معظمنا اعلان " انقذ مصيلحي واشرب فنتالوب " ..الاعلان فكرته جديدة وظريفة واظن انه مؤثر الي حد كبير ليغريك ان تجرب الشكل الجديد للفانتا ..بالفعل شكل جديد وطعم جديد ولكني لم استسيغه وانا اشربه فهو مزيج من الفانتا وطعمها بطعم الكنتالوب الذى يثير اشمئزازى ..
اترك كراهيتي للكنتالوب ومصيلحي والاعلانات ونبدأ في سرد تدوينة اليوم المليئة بالحكايات المسلية اذن فلنبدأ.......
نابليون وجنوده بعدما استولوا علي الاسكندرية عام 1798 وتم القبض علي محمد كريّم والي المدينة البطل الذى قاوم الغزاه حتي اخر اللحظات بامكانياته البسيطة وتم احتلال المدينة ..كان علي نابليون الي يبدأ في التوغل نحو الاراضى المصرية وصولا الي القاهرة لتبدأ سنوات الاحتلال الثلاث وتبدأ حقبة جديدة من حياة المصريين اظن انها اثرت فيهم حتي يومنا هذا ..
نابليون يتوغل في صحراء البحيرة وكانت ماتزال صحراء قبل ان تتحول الي اراضي زراعية في عهد محمد علي باشا
يعاني الجنود الفرنسيون من الصحراء ..الجندى الذى ولد في طولون او مرسيليا اوباريس لايتحمل الصحراء انه اول مرة يراها في حياته ولكن لابد من اطاعة الامر العسكرى النابليوني ..يروا الماء من بعيد ..يتسابقون الي بئر المياة حتي اذا وصلوا اليه وجدوه سرابا ..يحلمون بالمياة وارواء العطش والراحة بعد الجهد والظل بعد القيظ حتي اذا وصلوا
الي مدينة دمنهور اول المدن الكبرى بعد الاسكندرية لتنتظرهم مفاجأة اسرتهم بقدر ما اذتهم ..
نترك المفاجأة قليلا الي حكاوى اخرى ..هل تعلم قارئى العزيز ان قناة السويس تم توقيع عقدها وبنود امتياز الحفر مقابل وجبة من مكرونة الاسباجيتي التي كان يعشقها الخديوى سعيد وكان فريدناند دليسبس الفرنسي المهندس المسئول عن المشروع يعلم مدى عشق سعيد للاسباجيتي فأعد له مأدبة عشاء واكل سعيد منها ليمهر توقيعه بعدها علي الامتياز
وبذلك تتحول الاراضى التي تقع بين صحراء الشرقية وسيناء الي قناة تمخر فيها السفن من جميع انحاء العالم وتطل عليها مدن من اجمل مدن مصر ...
اظن ان للاسباجيتي دور في هذا التوقيع او لايكون لا ..المشكلة في التاريخ المصري او التاريخ العربي عموما لانعرف
الاسرار علي الاطلاق معظمها اجتهادات وتبريرات وتساؤلات واهواء شخصيةو ايدلوجية وغير ذلك مما يؤدى بالتاريخ احيانا الي الفنتالوب الكريه مزيج من الكناتلوب المقزز مع مياة مخلوطة بمواد تجعلها غازية ..
التاريخ ليس صافيا مليء بالشوائب الا قليلا وهذه صفة انسانية ..الذى يكتب التاريخ لابد ان يكون محايدا الي اقصي حد وهذا صعب مع اي انسان كيف تطلب مني ان احايد وانا احب شخص واكره شخص اخر ..كيف تطلب مني ان اكون محايدا وانا اتكلم عن اشخاص ماتت ولايوجد دليل علي ماقوله ..
من صفات المؤرخ الناجح ان يحمل التاريخ كأمانة يتصرف كقاضي يحكم في قضية تكون الجنة علي يمنيه والنار علي شماله ان يلفظ الالفاظ واضحة لا لبس فيها ولا تعقيد ويكون اسلوبه سلس يدخل في عقل القارىء بسهولة مدعما بالادلة والبراهين القاطعة التي لاجزم فيها ..الا يشخصن التاريخ ..لايكتبه من اجل شخص او حقبة يحبها او هوى في نفسه ..
اعجب كثيرا بالجبرتي الذى كان يكره محمد علي باشا من صميم قلبه لانه تسبب في مقتل ولده ولكن الجبرتي عندما يذكر محمد علي في كتابه يتطرق الي انجازاته بشىء فيه الاعجاب والثناء علي من قتل ولده ..وهذا ما اريد ان اوضحه لك عزيزى الجبرتي هذا قاضى يحكم مايمليه عليه ضميره والادلة التي لامراء فيها ولاتدليس ليكتب علي من قتل ولده انه اعظم والي حكم مصر حتي الان ...
اما عن المفاجأة التي كانت تنتظر نابليون وجنوده المنهكين هي انهم شاهدوا علي مقربة من دمنهور "شماما " والشمام في التسمية المصرية الشعبية هو الكنتالوب وما ان رأه الفرنسيون حتي اصابهم الجنون من اثر الفرحة اخيرا وجدوا شيئا يزيح عنهم اثر العطش القاتل واكلوا منه حتي شبعوا وارتوا ولكن ماذا حدث بعد ذلك اصيبوا بالاسهال والتلبك المعوى ..وصرخ البير وفرنسوا وديبوى وكل الجنود الفرنسيون من اثر الكنتالوب الذى اصابهم بالاشمئزاز ..كما يصيب القارىء والسامع هذه الايام بالعته المنغولي من كثرة شرب الفنتالوب ..
وهذا فنتالوب اخر يوضحه ابراهيم عيسي من تاريخنا الذى لانعرف عنه اي شىء ولانعرف اين الكنتالوب من الفنتالوب :