الجمعة، 4 يونيو 2010

ما بين حمراء الاسد ..ورأس العش

الامل ..كلمة افتقدناها بمرور الهزائم العسكرية التي لاحقت العرب علي مدار تاريخهم الحديث وتحول الامل الي الالم نفس الحروف اذا تدبرنا ولكن شتان مابين الامل والالم
نفتقد الاولي ونتجرع الثانية ..لا لشىء الا اننا ارتضينا كذلك
افتقدنا الاصرار والحماس وابدلنا بهما الخنوع واللامبالاه
اذن لابد لنا ان نتذكر قوانين التاريخ التي لاتتغير ولاتتبدل ولن تجد لسنتنا تحويلا
نفس الاحداث ..نفس الظروف ..نفس الامل ..نفس الالم ولكن لاتندهش فانها احداث التاريخ هي مشيئة الله علي الارض
وسنة الله تقول ان دوام الحال من المحال ..لن اطيل عليكم وسأترككم لاحداث التاريخ ..

سيناء في العام 1967
تعرفون احداثها لن اتكلم كثيرا عنها ولا عن احداثها فأنكم تعرفون احداثها جيدا ..لست من الجيل الذى حضر احداثها ولكن كان ابي وامي حدثوني عنها لمجرد الذكرى حتي في الكلية لم يذكروها بخير او سوء ولا ادري اذالك تعمد ام اهمال ام ماذا ؟
علي اية حال كلكم تعرفون الاحداث ونتائج الحرب الشنيعة التي ارى تأثيرها الي اليوم علي المصريين خاصة والعرب عامة ولكن سأسرد ما بعدها لكي نتذوق الامل في حياتنا وفي احداث الامة التي تجرى من حولنا ولنتدبر ..
رأس العش
30 جنديا مصريا في منطقة رأس العش شرق بورسعيد توقف هجوم من سرية دبابات اسرائيلية مكونة من 10 دبابات مدعمة من قوة مشاة ميكانيكا وقد هاجمت هذه القوات الجنود الثلاثون الذى كان تسليحهم البنادق والرشاشات
حدث عابر اليس كذلك ؟
لا ليس بالحدث العابر وذلك لاهميته القصوى وانه يأتي في وقت شديد علي معنوية الجنود ومعنوية المصريين
اذن هناك امل ؟ تسائل الناس كانت معركة رأس العش بداية الحرب التي سميت فيما بعد بحرب الاستنزاف التي كانت بحق استنزافا لقوات العدو في سيناء رغم الخسائر التي تكبدتها مصر من جراء ذلك بأعتراف سعد الدين الشاذلي ولكن من الناحية المعنوية كان ذلك لا يقدر بثمن من ناحية المعنويات


30 جنديا اثبتوا ان هناك امل وتحول الالم الي امل هل كان يدرى هؤلاء الجنود ان هذا الانجاز هو بداية النصر ليس في اكتوبر ولكن فيما بعد اكتوبر الي نهاية اسرائيل ..تندهشون اليس كذلك ؟ تقولون ان مأقوله هراء وان التاريخ سلب عقلك ؟
اذن سأثبت انني في كامل قواى العقلية والنفسية ولادخل بتاريخ اليوم علي قدراتي العصبية ..

ما بعد احد
تتذكرون بالطبع غزوة احد وانها كانت هزيمة للمسلمين والرسول صلي الله عليه وسلم بين ظهرانيهم ..وتتذكرون احداثها المريرة علي المسلمين وتتذكرون ان الرسول الكريم تعرض للاصابة في وجهه الكريم ..وتتذكرون استهزاء ابوسفيان بن حرب (قبل اسلامه بعد ذلك ) بالمسلمين ويتفاخر بالنصر ويعلو صوته بعزة هبل وانه مولاه ويرد المسلمون عليه من اعلي الجبل بعد الانسحاب ان الله مولاهم ولامولي لكم فيعرف ابو سفيان ان شائعة قتل الرسول مجرد هراء وان الامل لا يزال موجود بين المسلمين ..

تتذكرون كل ذلك ولكن تنسون دائما مابعدها ..حمراء الاسد
غزوة حمراء الاسد
من نص ابن خلدون في كتابه :

"في صبيحة يوم احد اذن مؤذن رسول الله بالخروج لطلب العدووالا يخرج الا من حضر معه بالامس وخرجوا علي مابهم من الجهد والجراح وسار عليه السلام متجلدا مرهبا للعدو وانتهي الي حمراء الاسد علي ثمانية اميال من المدينة واقام بها ثلاثة ومر به معبد الخزاعي سائرا الي مكة ولقي -اي معبد - ابا سفيان وكفار قريش واخبرهم بخروج رسول الله في طلبهم
وكانوا -المشركون -يرمون الرجوع الي المدينة ففتت ذلك في اعضادهم وعادوا الي مكة "

اذن خرج الرسول صلي الله عليه وسلم مع الجيش المنهزم نفس الجنود نفس الوجوه ولكن ليست النفسية كان المسلمون منهزمون بالامس ولكنهم يحدوهم الامل الي الانتصار ..خرج الرسول ليخفف علي المسلمين اثار الهزيمة وليعطي رسالة هامة للاعداء ان المسلمين مازالوا مثابرين ضدهم ولم ينكسروا ..لكم ان تتخيلوا اثار هذه المعركة علي الطرفين ..ابتلع الاعداء الرسالة في صمت ومرارة رغم الانتصار لان ذلك افشل خطتهم الرامية علي الاستيلاء علي المدينة او علي اقل تقدير هزيمة المسلمين معنويا بينما الطرف الاخر ابتلع رسالة اخرى من الرسول ان من يعمل بجد دون خذلان مع الامل
تكون النتيجة في صالحه ولو بعد حين ..

وجاء الحين عندما حاصر المشركون المدينة حصارا شديدا في غزوة الخندق او الاحزاب وعاني المسلمون الامرين وزلزلوا زلازالا شديدا ولكن عندما اجلي المشركون معسكرهم الخائب تردد قول الرسول في ارجاء المدينة الان نغزوهم ولا يغزوننا ..هل تعرف ان نتائج حمراء الاسد جاءت الان بعدها ب3 سنوات فقط المقولة قيلت بعد غزوة اخرى ولكن المسلمون كانت اذهانهم ارتبطت بمفهوم الامل

"اذا اردت هزيمة امة انزع منها ارادتها علي فعل شىء"

الان نغزوهم ولا يغزوننا
ترى المسلمين يغزوون الان ولا تراهم محاصرين خائفين
تراهم فتحوا مكة وسيطروا بعدها علي جزيرة العرب
تراهم وصلوا الي اسبانيا والصين ومجاهل افريقيا واحراش الهند
تراهم يشيدون حضارة ليست لها مثيل الي اليوم
تراهم متشحين بثوب الامل والارادة

الان نغزوهم ولا يغزوننا
هل تعلم ان اخر انتصار لاسرائيل كان في 67؟
هل تعلم انهم اخرجوا من جنوب لبنان اذلة مطاردين في جنح الظلام ؟
هل تعلم ان حزب الله هزمهم واذلهم وهم مقاتلون ليسوا علي نفس الكفاءة التسليحية ولكن كان يحدوهم الامل والارادة؟
هل تعلم ان كتائب صغيرة وصواريخ شبهها البعض بصواريخ الاطفال ارقت اسرائيل ومازالت حتي تجد احد القادة ينصح الحكومة الاسرائيلية ان تساعد حماس بامتلاك صواريخ سكود حتي تترصدها؟
هل تعلم ان عوامل الانهيار بدت واضحة علي المجتمع الاسرائيلي وان نسبة الشباب الذين يتهربون من الخدمة العسكرية اما بتشويه الجسد او الهروب الي الخارج باتت واضحة للعيان ؟
هل تعلم ان قافلة الحرية 1 ضربت السياسة الاسرائيلية في مقتل الان ؟
وهل تعلم ان الارادة اقتضت ان يكون هناك الحرية 2 واتوقع ان تصل الي اعداد كثيرة؟
هل تعلم ان بداية الهزائم كانت بعد رأس العش ؟
وان اخر نصر لاسرائيل كان في 67 كما قلت ؟
هل تعلم ان الاسرائليين انفسهم يتوقعون ان انهيار دولتهم سيكون في خلال عشرين سنة قادمة ؟

ارادة شخصية
لابد لنا ان نتعظ كأفراد كذلك بهذه المواقف من منا لم يشعر بالهزيمة حينا انا شخصيا تعرضت لفشل ما ومازلت اتعرض الي الان ولكن عندما اتذكر مثل هذه المواقف اراجع حساباتي واعيد توازني
من منا لم يتعرض لمواقف وشعر ان الدنيا تزيحه جانبا وتخرج له لسانها قائلة انت فاشل ولا اريدك بعد اليوم
لن اتكلم كثيرا تدبروا المعاني ولا تستسلموا لواقعقم وحددوا اهدافكم وموتوا دونها اذا اقتضى الامر علي ان تكون هذه الاهداف نبيلة
تعلموا من حمراء الاسد
تعلموا من رأس العش
تعلموا من قافلة الحرية
تعلموا من التاريخ

"الانسان وعاء يحمل روح الله والارادة مقترنان اذا انتزعت الارادة فاعلم انه مات "
تعلموا من هذا الجندى: