الأربعاء، 11 أبريل 2012

لميس في بلاد التهلييس


اينما توجهت ستجدها ، ملئت الابصار برؤياها واستمعت اليها الاذان ، وتعلم منها الزوجات " التمرد " اذا شئنا استخدام هذا اللفظ علي ازواجهم منها ، وحلم الشباب بفتياتها الحسان ، وحلمت الفتيات برجالها ذو البشرة الزرقاء والعيون الصافية المحبة والعواطف الجياشة التي تموج من اعماق الاحاسيس حتي ولو كان كل ذلك في عداد " التمثيل " ليس الا .

انها المسلسلات "التركية "

لن أتحدث عن الامكانيات الجبارة التي يتميز بها "مهند ولميس ، وفاطمة ، وخليل " لأن هذا ليس من قبيل الحديث الذى اريد ان اتحدث عنه ، لكن لابن خلدون مقولة ولا أروع عن هذه الحالة السابقة التي سردها في الفقرة الاولى يقول العلامة المغربي " ان المغلوب مولع دائما بتقليد الغالب " ، او لنقلها بتلك الوصف ان العرب الذين يعانون من الفراغ السياسي والاجتماعي الرهيب والاقتصاد المنهار مولعين بتقليد "الأتراك " الذين يتفوقون عليهم .

لتبسيط المعلومة التي أريد ان اتناولها لابد ان اتطرق الي بعض الاشياء البديهية في عالم السياسة الخارجية ، هناك أدوات لاي سياسة خارجية ، تصور معي ان الدولة الاسلامية الكبيرة التي كانت تتحكم في المشرق والمغرب كانت تتحكم في علوم الأمم ولغاتهم بادخال العربية الي هذه الشعوب ، اذا قررت ان تدخل الاسلام فلابد لك ان تقرأ ماتيسر من القرأن بالعربية في صلاتك ، اذا قررت ان تكون طالب علم في هذه العصور عليك ان تتعلم العربية لتكون لك مدخل لكنز العلوم العربية لتنهل اليها ماشاء ، لذلك القوى دائما يتحكم بشكل لاشعورى في الأمم الاخرى .

اذن اداة من ضمن الادوات الخارجية للسياسة هي ان تستخدم طاقاتك الابداعية الثقافية والفنية في تمدد نفوذك ، وهذا ما تفعله تركيا ببراعة سواء قصدت ام لم تقصد .

الدراما المصرية التي كانت تملأ البصر والاذان كانت من المحيط الي الخليج هي الرائدة ،لكن تأثرت كغيرها من حالة الانكماش المصرى في العقود الاخيرة ليحل محلها اخيرا المسلسلات التركي كأداة "كما انظر " من ادوات السياسة الخارجية التركية .

اذا سألت طفل صغير في شوارع غزة او بيروت او بغداد او الجزائر والقاهرة والرباط او حتي " مقديشو " التي تعاني من المجاعات المستمرة عن اسم رئيس وزراء تركيا سيقول لك بمنتهي البساطة انه السيد " أوردغان " ..وهكذا وجدت تركيا لها منفذا في تمدد نفوذها " المشروع جدا في " منطقة الفراغ الأكبر " المنطقة العربية "

اذن لميس مثلها مثل أى جندى تركي تمارس عملها ببراعة وهي لا تشعر ، فتحطم الجسور ، وتحتل العقول ، بل والاراضي الخالية التي تعاني من البوار الفكرى والثقافي الذى يملأ عقول السادة العرب .

انتهي .....