الخميس، 23 سبتمبر 2010

افهمن !!


النساء ..ماذا تثير في نفسك ؟؟ ..بالطبع هذا السؤال موجه الي الرجال بشكل خاص ..هذا يحتاج منك ان تفتش في اعماق عقلك ووجدانك وضميرك وثقافتك ..ممكن ان تنظر اليها بشكل شهواني سواء حلالا بالزواج او غير ذلك اذا اردت ان تحصل علي درجة حيوان باقتدار ..ممكن ان تنظر اليها انها كائن بجانبك ولاتعير لها اهتماما او ممكن ان تظر اليها كأنها رمز للامومة والخصوبة كما كان ينظر اليها الانسان القديم ومازال لانها احدى وظائف المرأة وبالطبع ليست كلها ...
من الممكن ايضا ان تنظر اليها كجارية او خادمة في بيتك تطهو لك الطعام وتربي لك الاطفال او تقضي منها وطرا ..
الحقيقة ان الرجال ..معظم الرجال ينظرون الي المرأة نظرة سلبية جاحدة ..لاينظرون اليها انها النصف الجيد في هذا العالم
اشعر انني اصبحت مكروها الان من الرجال بقدر ماتصفق لي النساء ولكن احقاقا للحق ان هناك من انصف النساء في التاريخ وكثيرا من اهانها ..بالطبع لن اتكلم عن السيدة الاولي وشلتها التي لاتفهم عقل المرأة المصرية ..هل رأيت سوزان مبارك في يوم تزور عشوائية فيها نساء شمطوات يغسلن الملابس بما توفر لهن من مياة وياليتها مياة نظيفة ؟..هل رأيت مشيرة خطاب بأناقتها المعهودة تزور قرى الصعيد المحرومة وتنظر في حال النساء هناك ؟..هل سمعت بعائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة ؟؟كفي انك سمعت بها ولا داعي بالحديث عنها لانها تثير اشمئزازى عندما اراها ..

علي اية حال نترك ما سبق ونتكلم قليلا عن سبب هذه التدوينة السبب ستجدونه عند الزميلة تييرز عندما تحدثت عن معاملة النساء ..اثارت هذه التدوينة انتباهي وخاصة وانا اقرأ هذه الايام كتاب رائع لفاطمة المرنيسي يدعي السلطانات المنسيات (نساء رئيسات في دول الاسلام ) وقد افاضت واستفاضت في ذكر النساء المسلمات اللاتي وصلن الي سدة الرئاسة والعرش وتحدثت عن نفسية النساء ونفسية الرجال ونظرة الحكام والفقهاء تجاه هذا التيار الذى ساد زمنا وهو وصول نساء الي الحكم ..

لذلك فكرت في كتابة بعض التدوينات المتواصلة عن بعض الشخصيات التي ذكرت في الكتاب مع بعض المعلومات التاريخية حول النساء الطموحات اللاتي برهن علي ان نساء اليوم لايعرفن شىء الا الطبيخ وتربية الاولاد وفقط وهذا شىء جيد ومطلوب واساسي واحد وظائف المرأة العتيدة بل هي الاصل في وجهة نظرى ولكن لايعرفن التفريعات التي تتعلق بحقهن السياسي والوظيفي والتعليمي وكل شىء ..ونبدأ باولي النساء :

عندما نتحدث عن الوهابية تقفز في ذهنك صورة تقليدية عن الرجل الملتحي والمرأة المنتقبة واشياء من هذا القبيل ويصرخ العلمانيون امنعوا هذا الخراب ..امنعوا هذا الجهل ..بالنسبة لي كل انسان حر في الملبس الذي يرتديه وفي اطلاق لحيته ولهذا من الممكن ان نقول للمرأة غير المحتشمة ماهذا البنطال الضيق وما هذا البادى الفظيع او نذهب الي مارينا وشرم والغردقة ونقول للبنات هناك ماهذه المسخرة ؟؟؟

صحيح ان النقاب ليس فرضا وهذا ليس كلامي لاسمح الله ولكن كلام علماء الازهر ولكن من حقها ان تلبسه ولسنا في فرنسا كي نمنعهن من ارتدائه ..الوهابية الحركة التي قادها محمد بن عبد الوهاب والتي كانت حركة تستهدف استقلال الجزيرة العربية من العثمانيين وكان المذهب الوهابي مذهب اصلاحي في وقته حيث كان يهدف الي اصلاح حال المسلمين في هذا العصر في القرن ال18 وتأثر به كثير من الناس وكان له اتباع كثيرون ..

حاربت الدولة العثمانية بكل ماأوتيت من قوة وبأس الوهابيين لتسيطر علي الجزيرة واستعانت بمحمد علي باشا الذى كان لتوه بدأ في بناء الجيش المصري وبدأت احلام محمد علي تتبلور في هذه المرحلة في بناء امبراطورية عربية تحت رئاسته وجائته الفرصة عندما استعان به السلطان العثماني في دحر القوة الوهابية ودولتها السعودية الاولي والقضاء عليها ..

وصلت قوات الباشا الى الجزيرة العربية و بدأت العمليات العسكرية التي كانت اشبه بالنزهة العسكرية حتي بدأت المقاومة والتي كانت ترأسها امرأة ..نعم امرأة هل تندهشون وكانت وهابية وهي غالية البقمية او غالية البدرية نسبة الي قبيلة البدارا والتي كانت متزوجة من الامير حمد بن محي والذى توفي مع بداية المعارك لتتولي بدلامنه ولقبت بأميرة الجيوش وحاربت بكل عزمها وقوتها ودافعت عن مكة وكان الجنود الوهابيون يطيعونها وكانوا يقاتلون بشراسة منقطعة النظير لدرجة ان الجنود الاتراك والمصريون هالهم هذا واطلقوا عليها الجنية وانها كانت تسخر الجن ..

لكن الحقيقة انها كانت تبث روح القوة في جنودها وتستفز مشاعرهم نحو الاعداء من اجل المحافظة علي الاراضي السعودية وبالفعل انتصرت في معركة تدعي البقوم علي الجيش العثماني والمصري وكانت كارثة ان امرأة تنتصر علي الرجال وبالفعل هي انتصرت بايمانها الشديد في حق الجزيرة ان تحرر وحق الوهابية ان يكون لها وجود وكيان في هذا العالم ..

يقول عنها الرحالون الاوربيون الي جانب الجبرتي انها كانت كثيرة العطاء كريمة المحيا شجاعة لاتخاف الموت متمسكة بالدين وكانت تلبس العباءة البدوية التي اشبة بالنقاب وكانت تقود الجنود الي النصر بفضل ذكائها وفطنتها وايمانها قبل كل شىء ..

انتصر محمد علي والجيش المصرى ودخلوا مدينة الدرعية وكانت العاصمة انذاك مظفرين وانتهت الدولة السعودية الاولي واظن ان سيرة غالية اصعب من اي دولة انتهت او بنيت ..

الي اللقاء مع امرأة اخري

مراجع :
فاطمة المرنيسي ، السلطنات المنسيات
ويكييبديا الموسوعة ومواقع اخرى