الاثنين، 27 سبتمبر 2010

الفاطمتان الرائعتان


بالطبع تعرفون او تسمعون عن نوادى روتارى وليونز وغيرها من النوادى والجمعيات التي تهتم بها بعض النساء من طبقة معينة بالطبع.. والحقيقة لا اعرف الكثير مما يدور في هذه الاجتماعات وماينتج عنها من توصيات ولكني اظن انها مظهر اجتماعي او شكل جميل للمرأة تكتمل عندها الوجاهة مثلها مثل ان ترتدى فرو ثعلب او حتي جلد جاموس ..المهم ان يشبع الرغبة عند تلك المرأة في المظهر الاجتماعي الجميل ..

كان يوجد مثل هذه الاجتماعات سواء بين النساء او من يحضرها الرجال معهم ..نرجع بالوراء قليلا من هذه الايام المشبعة بهواء المجلس القومي للطفولة والامومة والمجلس النسوى الاعلي لنساء مصر برئاسة سوزان مبارك حامية حمي الديار النسوية الي مجلس اظن انه كان خيرا ومنفعة الي الان ..

هل تسمعون عن فاطمة طوسون او الاميرة فاطمة بنت الخديوى اسماعيل ؟ لا .. اذن اتبعوني الي مجلس فاطمة ..كلكم تتبعوني هل من احد ينقصنا ؟ لا ..اذن هيا بنا ....

كانت فاطمة احدى اميرات الاسرة العلوية احفاد محمد علي باشا الكبير ..يعتبر محمد علي واحفاده هم من بنوا جمال مصر الذى نراه في الميادين والمباني و المستشفيات وغيرها من المباني التي تشوهت فيما بعد عندما تناولها اصحاب البلد الاصليون ..كانت فاطمة صاحبة يد بيضاء في هذا الجمال المصري اقصد بالطبع جامعة القاهرة والتي كانت من بنات افكار الزعيم مصطفي كامل وشجعها بعض المفكرين في عصره ممن كانوا يحضرون اجتماع او مجلس او الصالون الفكرى التي كانت تقوم به الاميرة فاطمة والتي تحمست الي الفكرة بشكل كبير وعملت من اجلها الكثير حتي تم البناء وقد غادرت الدنيا قبل ان تراه ..

كانت الاميرة فاطمة تقوم بصالون فكرى يحضره نخبة من مفكرى العصر وتحدثوا كثيرا في هذا الصالون عن اشياء تهم الوطن مثل قضية التعليم وقضية الاحتلال الانجليزى الجاثم علي انفاس المصريين وقضايا اخرى كثيرة ولكني سأهتم بما فعلته الاميرة فاطمة التي كانت متزوجة من الامير طوسون انذاك ..تشجعت الاميرة فاطمة كثيرا الي بناء جامعة يتعلم فيها المصريون ..جامعة تخرج جيل جديد يحارب الانجليز بالعلم والفكر ..جيل يقود الوطن الي افاق اخرى غير التي كانت فيها مصر في اوائل القرن العشرين ..تبلورت الفكرة في ذهن الزعيم مصطفي كامل وشجعها اخرون مثل سعد زغلول وغيرهم ولكن كانت كلها نظريات غير مجدية النفع حتي تدخلت الاميرة فاطمة بثقلها الاجتماعي وتم تنفيذ المشروع الضخم الذى غير وجه مصر بالكامل ..

تم عمل اكتتاب علي اسهم الجامعة وشارك فيه الكثير من ابناء الطبقة العليا باموالهم ولكن الدور الاكبر كان من الاميرة فاطمة التي تبرعت بل واوقفت الارض التي اقيمت عليها جامعة القاهرة لوجه الله حيث جاء في وثيقة الوقف الاتي "لما نظرت دولة الواقفة الي الدنيا بعين البصيرة وتفكرت بها بعين السريرة ورأت ان العمر لو طال فما تحته طايل والمال وان نما فهو كالزوال زائل وتيقنت ان التوجه الي الله يكون حتما مقضيا وان لقاءه يكون يوما مأتيا وتأملت في قوله تعالي " ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم "
كانت هذه المقدمة اما عن الوقف ذاته فقد اوقفت الاتي :
  • ستة افدنة من اراضيها الخصبة الكائنة ببولاق الدكرور بالقرب من سرايتها للجامعة المصرية مستوفي المنافع والمرافق ومحلات لتدريسها العلوم والفنون والصنايع لها
  • يكون لحضرات رئيس الجامعة والاعضاء الحق في بناء ذلك المحل علي الستة افدنة من طرف الجامعة في ظرف خمس سنوات من انتقال الواقفة الي دار البقاء بشرط ان يوضع علي كل باب من ابواب الجامعة العمومي وغيره لوحة من الرخام مكتوب عليها بخط عظيم (هذه من اثارالواقفة دولة البرنسيس فاطمة هانم اسماعيل )
  • المصدر :جريدة الاخبار بتاريخ 20 ديسمبر 1998.
تم وضع حجر الاساس وحضرته الاميرة فاطمة اسماعيل وتكلفت تكاليف حفل الافتتاح وذلك في 30 ابريل 1914 لتنتقل بعدها الي دار البقاء في 1920 ولكن يمتد تأثير الاميرة فاطمة بعد موتها في جامعة القاهرة وفي ابنها الامير عمر طوسون الذى كان مهتما بالامر العام واكثر شخصيات العائلة المالكة تجاوبا مع الحركة الوطنية قبل انقلاب يوليو العسكرى 1952 ..

نرجع الي الوراء كثيرا حيث عام 245 هجرية في مدينة فاس المغربية والتي كانت انذاك عاصمة دولة الادارسة حيث كان العام الذى شهد اول جامعة في التاريخ علي يد فاطمة اخرى وفي فاطمة بنت محمد الفهرى التي كانت تكني بام البنين ..كانت فاطمة التي كانت تعيش في مدينة القيروان وانتقلت مع زوجها الي مدينة فاس في المغرب وبدأوا في العمل حتي اصابوا ثورة طائلة للغاية ..فكرت فاطمة ان تستغل هذا المال في عمل خيرى كان له اكبر الاثر في تاريخ المغرب كله حتي يومنا هذا واظن ان هذا العمل كان له الاثر في تاريخ العالم والانسانية ..

بنت فاطمة من اموالها الكثيرة جامع القرويين الذى تحول الي جامعة ..حيث كانت لفظة الجامعة وهي مؤنث لفظة الجامع وبدأت في البناء في رمضان 245 هجرية واحتسبت الي الله الصيام حتي الانتهاء من البناء وتم الانتهاء منه عام 263هجرية ..

وقد بناء الجامعة من نفس المواد التي كانت تتميز بها منطقة فاس وبذلك تم البناء والمباني الملحقة به وبدأت مسيرة جامعة القرويين التي بدأت عملها قبل الجامعة العظمي الاخري في القاهرة وهي جامعة الازهر التي بنيت في عهد المعز لدين الله الفاطمي واسماها الازهر نسبة الي فاطمة الزهراء بنت الرسول صلي الله عليه وسلم ..

جامعة القرويين التي كانت مصدر قلق للاحتلال الفرنسي للمغرب حيث اخرجت المعارضين والمقاومين حتي اسماها الاحتلال البيت المظلم ولكنه لم يكن بمظلم بل انه اخرج علماء افذاذ علي مدار تاريخها وكانت تفوق الازهر شهرة وعلما وكانت المنافسة بينهما علي اشدها علي مدار التاريخ وقد سارت مريم الفهرى علي نهج وخطوات اختها فاطمة الفهرى وشيدت جامع اخر وهو جامع الاندلس ولكنه كان يقل شهرة عن القرويين ..المصدر عدد من مواقع النت

بالطبع سيدات المجتمع لايهتمون بشىء غير حقوق الحيوان من مبدأ الشهرة الاجتماعية والتلميع الاعلامي هل تذكرون مشهد عبلة كامل مع غادة عبد الرازق في فيلم عودة الندلة والتي كانت فيه غادة عبد الرازق تبكي مع نساء اخريات من طبقة الروتارى والليونز من اجل كلب مسكين يعاني من الاضطهاد والتنكيل من بني البشر وتدعو كل النساء من اجل انقاذ هذه الكلاب لتخرج عبلة كامل بصوتها المجلجل وطريقتها البلدى وتقول "ياختي اهتموا الاول بالبشر اللي مش لاقين ياكلوا "