الأحد، 20 يونيو 2010

ضدنا علي طول الخط


احرقوااااااا كتبه ازيلوها من الوجود هذه الكتب ضالة فيها بدعة فيها انحلال فيها رجس من عمل الشيطان انها ضد المبادىء ضد الاخلاق ضدنا علي طول الخط احرقوهاااااااا يرحمكم الله احروقوهاااا ولكم الاجر والثواب من العلي المنان احروقها يعزكم الله يرضي عنكم اجمعين ..الكتب ضدنا علي طول الخط احروقهااااااااا......

اذا اردت ان تهين كاتب وتذله وتحرقه وتموته عليك ان تحرق كتبه او تسب مافيها وتسفهها وتركم عليها تراب التعصب والجهل والمصلحة ..اذا اردت ان تقتل كاتب فاكسر قلمه اذا اردت ان تقتل كاتب اشترى قلمه ..اذا اردت ان تقتل كاتب اعطيه مالا وقربه من السلطان اذا اردت ان تقتل كاتبا حاربه في صميم افكاره ..ستجده تابعا له ..عندما يكون الاديب قريب من السلطان سيجرى وراء الكلاب بعدما كانت الكلاب تجري وراءه ..وهكذا يبيع الكاتب قلمه ...

احرقواا كتب الضلال ..احرقوا كتب الفسق والفساد والافساد انها ضدنا علي طول الخط

لم يكن الامام الكبير ابو حامد الغزالي يتخيل ان كتابه الاعظم والاشهر احياء علوم الدين ستتعرض للقتل والحرق والشنق علي يد حفنة من الجهلاء علي اساس انها كتب ضلال ولكن اين هي القصة واين هي الحقيقة ؟

القصة في الاندلس في عهد المرابطين واميرهم علي بن يوسف الذى اشار عليه علماء الفقه وطبقة العلماء ان يحرق هذا الكتاب المضل المفسد الذى يأذى الدولة اكثر مما ينفعها ..اه هنا يكمن الخطر هنا تكمن الحقيقة هنا تكمن القصة ..هذا امر دبر بليل وبنهارفي كل ساعات اليوم ..الحكاية اذا ان العلماء والفقهاء تدبروا امرهم وعزموا جهدهم وعقدوا عزمهم الا يتدخل احد في شأنهم ..

المرابطين كانت من اجل دول الاسلام قاطبة شهدت ديموقراطية الاسلام الحقيقية وشهدت الشورى وشهدت حكم المؤسسات وشهدت الرأى والرأى المضاد ولكن للاسف الشديد كأى دولة لها منحدر نهاية وكانت هذه هي البداية او اقصد النهاية ..

علي اية حال علي بن يوسف اصدر قرارا بأحراق كتب الغزالي لابد ان تحرق لابد ان يستتب الامر ويستتب العلماء ويكون المذهب المالكي هو السائد والرائد والقائد وما سواه باطل ..
احرقواا كتب الضلال ..احرقوا كتب الفسق والفساد والافساد انها ضدنا علي طول الخط

وهكذا كانت البداية والنهاية في ذات الوقت حرقت كتب الامام في ساحات المساجد في قرطبة الي اشبيلية الي المرية الي مالقة الي غرناطة وامتدت الي مراكش وغيرها من مدن المغرب والاندلس ..
الحقيقة اذن تكمن في الفقهاء والعلماء الذين كانوا يسيطرون علي الاوضاع وطارت شهرتهم الافاق ومابعد الافاق وتدخلوا في الحكم ومصيبة الدولة المرابطية في ذلك فيما يسمي بتخالط السلطات (بضم السين ) الي مايعرف بالسلطات (بفتح السين )..وكما فتحت السين فتحب ابواب الجحيم علي كتب الغزالي التي تحارب هذه الطبقة التي تعرف عندنا بعلماء السلطة والمنتفعين والذين اسماهم الغزالي بعلماء السوء وقد افرد لهم بابا كاملا تحت عنوان علماء السوء وافات العلم والذى اوضح فيه ان العلماء من هذه النوعية اجارك الله من اشد الناس عذابا يوم القيامة ..وعلي العالم ان يكون زاهدا مافي يد السلطان بعيد عن الجاه والنفوذ والسلطان والا فالويل الويل له يوم القيامة ...

احرقوااكتب الضلال ..احرقوا كتب الفسق والفساد والافساد انها ضدنا علي طول الخط

اذن هي الحقيقة ..نفوذ لا اكثر ..وليذهب العلم الي الجحيم ..والغريب او العجيب كان في المعارضين فكانوا اضعف من علماء السوء الذين حرقوا الكتب وافتوا بذلك ولم تتعدى المعارضة سوى الحزن او الاختباء بكتاب الغزالي وكفي ويجب ان تعذرهم فقوة الظلم والافساد الحقيقي كانت مستفحلة ومتغلغلة ..وهكذا حرقت كتب الغزالي واصبحت رمادا ..

احرقوااكتب الضلال ..احرقوا كتب الفسق والفساد والافساد انها ضدنا علي طول الخط

"وانا اعلم انه سينكر علي بعض المتعصبين تأليفي لمثل هذا ويقولانه خالف طريقته وتخلي عن وجهته وما لاحل لاحد ان يظن في غير ما قصدته قال الله عز وجل :يأيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم "..
"واني اقسم بالله اجل الاقسام انني ماحللت مئزرى علي فرج حرام قط ..ولا يحاسبني ربي بكبيرة الزنا منذ عقلت الي يومنا هذا .."

كم انت رائع يابن حزم ..كم انت نبيه ..كم انت تعرف قومك وتفرز صفاتهم كان يعلم مقدار التعصب والتشدد في رفض الرأى الاخر الي درجة الافناء والنفي والقتل الادبي والمعنوى وقد يصل الي القتل الحقيقي كان يكتب هذه النهاية في كتابه الاروع طوق الحمامة الذى يعتبر كتاب حب من الناحية النفسية لا الجنسية ولا المزاجية ولا التاريخية في استعراض قصص الحب الشهيرة ولكنه تغلغل في عقل وقلب ووجدان المحب ونفسيته وتقلبه ووفائه وشقائه وسائر احواله واخرج كتابه طوق الحمامة في الالفة والايلاف في مزيج من كل هذا واعتبره اسوء خلف انه كتاب جنسي وانه كتاب يحض علي المعصية كيف بالله عليكم وفيه باب كامل في قبح المعصية وبابا اخر في فضل التعفف والحث عليه .. وانه كتاب اخرجه فيلسوف لافقيه والبعض يعتبره فقيه لا فيلسوف زنديق........ واعتبره انسانا قبل اي شىء اخر ...

احرقواا كتب الضلال ..احرقوا كتب الفسق والفساد والافساد انها ضدنا علي طول الخط

ابن حزم ايضا تعرض للقتل عندما احرقت كتبه علي يد الطاغية المعتضد بن عباد وتعرض للاهانة من خصومه وتعرض للموت الادبي فكانت هذه الميتة الاولي قبل الميتة الثانية الطبيعية بعد حياة حافلة بالمصاعب واليأس من الناس لا اليأس من الله في اصلاح الاحوال كما يقول كاتبنا العظيم محمود عوض ابن حزم رجل مات مرتين ....

من المؤكد ان ابن حزم كان سيموت مرة اخري واخري واخري مما نحن فيه الان ....
احرقواا كتب الضلال ..احرقوا كتب الفسق والفساد والافساد انها ضدنا علي طول الخط


يتبع ان شاء الله