الثلاثاء، 26 يونيو 2012

السابعة : ذكريات ..وتهديد ..وشىء مجهول


في سيارة مكيفة .. ينتظر ميمو " محسن بيه " بفارغ الصبر ..يبدو ان ميمو تذكر هذه الأيام التي كان فيها متخرجا ... محسن بيه المشرف عليه في المهمة التي تكلف بها ،أبتسم ميمو بصعوبة وهو يتذكر هذه الايام .. أكثر عندما .. لمحسن بيه انه يريد ان يكون رقم واحد بعد ان أختار له محسن بيه رقم 30 هذا اللقاء الذى جمعه به وتناقشا حول هذا الامر ...

ساعتها كان علي محسن بيه أن " يعطي درس خاص " لهذا الميمو .. حدث ذلك في عصر أحد الأيام ...
كان ميمو منتشيا بعد ان ذهب الي محل الحاتي المجاور لبيتهم ،،ليشترى " كباب " يبدو انها كانت المرة الاولي التي يتناول فيها هذا الكباب الذى أصبح هبابا بعد ان تم أختطافه .........
قُطعت هذه الأفكار السوداء في ذهن ميمو عندما نبهه مساعده ان طائرة محسن بيه وصلت وعليه أن يستعد لإستقباله ،،وبالفعل أستقبله بالترحاب الشديد وسط إبتسامة سمجة من محسن بيه ،،،

قال له محسن بيه : ازيك ياميمو
ميمو : عايشين بحسك يامحسن بيه
محسن بيه : ايه اخبار الشغل ياميمو ،،،،خلي بالك الفترة الجاية حساسة وعاوزين اننا نشتغل زي زمان ،،،سيبك بقي من شغل شريف باشا ،،،خلاص زمنه راح ياميمو هو دلوقت في طرة ،،،عاوزين نشتغل شغل نضيف ،،،،عاوزين نخلي الكلاب اللي خدوا السلطة يكرههوا حياتهم ،،،مفكرينها عزبة أهلهم ولاد الكلب ،،،،

ميمو : ياباشا ،،،الشعب مش هيصبر عليهم أكتر من كدة بقالهم تلات شهور وكل يوم مصيبة بتحصل ،،،شوية كدة وهينقلب عليه و...
قاطعه محسن بيه : مفيش حاجة اسمها شوية ॥احنا عاوزين في خلال مدة بسيطة تكون العملية مكتملة ،،،رجالتك لازم تشتغل ولازم تنفذ تعليمات رؤساءك ياميمو ... وشدد علي حروف "رؤساءك " ونظر له نظرة تعني الكثير ।

.........................

رجع ميمو الي منزله ،،،ليتذكر تلك الأيام هذه الايام ويتذكر الذكرى التي أصبح بعدها رقم ३०
خرج من عند الحاتي لتخطفه سيارة بها ثلاثة اشخاص ،،،وبعدها ذهبوا به الي منطقة مهجورة علي طريق القاهرة- السويس ،،،عاش ميمو فيما يشبه الكهف المهجور بين تعذيب وضرب واهانات لا حصر لها ،،،وكان معذبيه لا ينطقون بحرف ،،،كاد يجن ،،،كاد يموت من الجوع ॥كانوا يعطونه شربة ما كل ثلاث ساعات كي يعيش بها ...
بعد يومين جاءه الي هذا الكهف محسن بيه ،،،عندما راه ميمو ركع عند رجليه وقال له ارحمني ...وقل لي لماذا تفعل بي هذا ؟
فقال له محسن بيه : عشان متنساش نفسك بعد كدة وتقول عاوز ابقي رقم واحد ...مفيش حد اسمه عاوز ابقي رقم واحد في الرقم اللي يتعرض عليك وبس ،،،مفهوم ،،،وتطيع رؤساءك ياميمو ,,ها ؟
ميمو : حاضر انا ها....... محسن مقاطعا وبصوت عالي : مفيش حاضر فيه حاجة اسمها تمام يافندم ،،

تذكر ميمو هذه الذكرى ...وأجهش في البكاء كأنه طفل صغير ।

..............................................

تناولت الطعام كأنني لم أتناوله منذ سنين ، حتي انني ظننت أن معدتي ستنفجر بالفعل ، الاكل التركي لذيذ للغاية ।
حكيت لسوزان عن مقابلتي بالدكتور سعيد وقلت لها أطمئننت له ويبدو سيكون صديقي هنا .....فقالت سوزان الحمدلله لك صديق واحد فقط في تركيا ،،،
فقلت لا أفهم قولك : فقالت لي : نعم انا لست صديقة لك اليس كذلك ؟أنا أكثر من ذلك
ظل فاهي شاغرا ॥ولا اعرف بماذا انطق ॥إلا أنني قلت لها ان ازمير جميلة للغاية فتعالي بنا ان نكمل جولتنا ،،،لعل أجد الوغد عزت مرة ثانية فساعتها سأقتله .........................
......................

انتهت الإجازة في ازمير وحان وقت العمل .....
أعترف أن الوكالة كبيرة .....والعمل بها يعني الكثير لصحفي مبتىء مثلي تعلمت الكثير خلال ثلاث أشهر متتالية ،،،
العلاقة سوزان تتطور أكثر فأكثر وسط حذر مني بشكل كبير واندفاع منها بشكل أكبر ولكن علي أى حال مستمتع بهذه العلاقة العاطفية
العمل جيد ،،،أكتسب خبرة يوما بعد يوما ،،،
عزت اختفي ,,,,, وهذا ما يريب ويخيفني ،
أذهب الي أزمير كل اسبوع والتقي بالدكتور سعيد ،،، تعرفت علي زوجته الا انني لم ارى بنتيه لانهم يدرسون ومنشغلين للغاية حسب قوله ،،حسنا يبدو أنه صعيدى حتي هنا في تركيا ،،، ولولا ان زوجته دميمة الشكل لكان اخفاها عن انظر الناس !!! لكنه في المجمل يبدو لطيفا للغاية وودوا ،،، تعلمت منه الكثير عن تاريخ تركيا وعن تاريخ مصر بالطبع كنا نتحدث في كل شىء خاصة الوضع المتفجر في مصر مع صعود السلطة الجديدة وما بعدها من محاولات لجر مصر الي التفجير بما كل ما تحويه المعني ......

تأتينا أخبار متواترة عن حرق مصانع ,,,,,الهجوم علي مسيحيين وكنائس ،،، القبض علي نشطاء ॥أشياء كثيرة تبدو لك ان البلاد علي شفا انفجار وشيك ........

............................

جاءني جوابا هاما من إدارة الوكالة لكي أذهب الي بعض الشخصيات التركية لكي أعمل تحقيق خاص ،،،صحيح أن عملي مراسلا لن يمنعني بطبيعة الحال الي عمل بعض التقارير والتحقيقات الخاصة لذلك وجدتها فرصة لإثبات الت في هذه الوكالة ...وبدأت فيه بالفعل ،،

............................

في الظلام الدامس كان هناك ...يقترب يقترب يقترب .......... سيقتلني لا محالة ...