الثلاثاء، 21 فبراير 2012

كوبري عباس ..بين احلام التلامذة ..وطغيان السلطة




طلاب يهتفون تنديدا للاحتلال والمتعاونين  معه ،يهتفون يعقرون بأصواتهم ،تعلو من اجل سقوط كل الاتفاقات السرية بين المتعاونين مع الأحتلال البريطاني الذى جثم علي انفاس البلاد والعباد اكثر من ستين عاما .
القصة تبدأمع انتهاء الحرب العالمية الثانية ،وانعشت مع الانتهاء امال المصريين العريضة في الاستقلال ،حيث وعد الامبراطورية البريطانية المصريين انهم سينالون استقلال بلادهم مع انتهاء هذه الحرب اذا فازت بها بريطانيا وهذا ماحدث بالفعل .

هذا علي الجانب البريطاني ،اما علي الجانب المصرى نجد انه بعد أغتيال رئيس الوزراء أحمد ماهر ،يتولي محمود فهمي النقراشي في 6 فبراير 1946 وكانت وزارته من حزب الاحرار الدستوريين والحزب السعدى وحزب الكتلة برئاسة مكرم عبيد وهي احزاب الأقلية في مواجهة الوفد حزب الأغلبية انذاك.


و بعد تولي النقراشي الوزارة أعاد فتح باب المفاوضات مرة أخري مع بريطانيا حول الجلاء و حاول إحياء اتفاق صدقي-بيفن الذي أفشلته المظاهرات الشعبية و استقالة صدقي، فتقدمت حكومته في 20 ديسمبر 1945 م بمذكرة للسفير البريطاني بطلب بدء المفاوضات حول الجلاء. و كان الشعب المصري تحدوه آمال عريضة في قرب الاستقلال بعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية و تأسست الأمم المتحدة التي أخذت تلعب دوراً مناصراً للشعوب في تقربر مصيرها.

بريطانيا تعاند :

و جاء  الرد البريطاني في 26 يناير 1946  عاد وأكد علي الثوابت الرئيسية التي قامت عليها معاهدة 1936م التي عقدتها مع حكومة الوفد السابقة و التي أعطت مصر استقلالاُ منقوصاً يتمثل في بقاء قوات بريطانية في مصر لتأمين قناة السويس



الدماء تتناثر علي كوبرى عباس :




و في يوم 9 فبراير 1946م خرج الطلبة في مظاهرة من جامعة فؤاد الأول (القاهرة) إلي قصر عابدين و سلكوا طريق كوبري عباس، و تصدي لهم البوليس و حاصرهم فوق الكوبري و تم فتح الكوبري أثناء محاصرة الطلبة، فسقط العديد من الطلبة من فوق الكوبري في النيل.
أطلق البعض علي هذا الحدث مذبحة كوبري عباس. و الحقيقة أن المؤرخين اختلفوا في المتهم الأول في هذه الحادث الأليم، كما اختلفوا في ضخامة الحدث نفسه. فالكثير ألقي بالتبعة علي رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي الذي كان رئيساً للوزراء و كان يتولي وزارة الداخلية أيضاً في تلك الوزراة، فاتخذ إجراءات قمعية ضد مظاهرات الطلبة و أطلق يد البوليس في استخدام العنف ضدهم.
و البعض الآخر يتهم  حكمداري القاهرة راسل باشا و الجيزة فيتز باتريك باشا، لأنهما المسؤلا عن قمع مظاهرات الطلبة باستخدام اساليب غاية في القسوة.
و اختلف المؤرخون أيضاً حول ضخامة الحادث، فالبعض يقول أن مئات الطلبة قد أصيبوا إصابات بالغة، و البعض الآخر يقول أن الإصابات لم تتعدي 89 من الطلبة و الأهالي و 15 من البوليس. و يكاد يكون هناك إجماع علي عدم وجود خسائر في الأرواح نتجت عن الحادث إلا حالة واحدة لطالب في كلية التجارة سقط تحت عجلات سيارة نقل في مكان الحادث.
و يري البعض أن الحادث يقع في نطاق المصادمات العادية و المتكررة التي حدثت بين البوليس و بين الطلبة و العمال في تلك الفترة التي كانت تموج بالمظاهرات الشعبية. بينما يري البعض الآخر أن الحادث كان مذبحة لم تشهد مصر مثلها في تاريخها الحديث. و بين إنكار البعض و مبالغة البعض الآخر لم تزل الحقيقة غائبة
.
.



الأن تعاني مصر من احداث مأسوية راح ضحيتها الكثير من الشباب ،وهنا نتسائل هل ستبقي مصر مابين احلام التلامذة الذين يحلمون ويجمحون نحو الحرية ام ان طغيان السلطة وغباءها في كثير من الأحيان سيبقي مسيطرا مخيما علي الوضع العام في عموم مصر وارجاءها ؟

هذا سؤال صعب لا اعرفه مثل كثيرين حيث ستبين الأيام القادمة الأجابة الشافية والواضحة لا محالة وستكون محصورة بين جانبي الجسر العابر بين المستقبل والحاضر الذى نعيشه الأن والماضي الذى حكيناه .


نشرت في موقع الفجر الالكتروني :)