(الوثيقة التالية حقيقية وان اختلف السيناريو الخيالي )
بغداد :
(يدخل العميل المغولي لبغداد تحت جنح الظلام يلتقي بباقي العملاء الذين يعملون لسنوات ويتولي القيادة لجواسيس بغداد لصالح هولاكو القائد الاعلي للمغول في ذلك الوقت ...)
تحصل ويكليكيس الفردوس علي وثيقة تاريخية رهيبة بشأن هذه الفترة العصيبة من تاريخ بغداد وكلها علي لسان (ك ب ن ) العميل المغولي النشيط في بغداد وسنفسر بعض ما جاء به ..
الوثيقة تتضمن رسائل حقيقية جرت بين الخليفة العباسي المستعصم وهولاكو كما تتضمن افعال بعض الوزراء تجاه شتي المواضيع حتي ادق الامور منها هيا بنا الي عرض الوثائق :
.....................................................................................................
بغداد (بعد الغزو المغولي )
سري :
(تقرير ما بعد الغزو ):
" من المتعارف عليه في قيادتنا المسلحة انه بعد غزو كل منطقة نكتب تقريرا مطولا مفصلا عن الحالة العامة للقوات والحالة العامة للبلد الذى سيطرت عليه قواتنا للاستفادة مما جرى وتلافي الاخطاء التي وقعنا فيها وايضا لتكون سجلا لما بعدنا من الجواسيس والعملاء وقادة الافرع القتالية وايضا في اطار عملية تطوير الاساليب ...
علي اية حال سنقسم هذا التقرير المطول الي عدة اقسام :
1/ (النواحي الداخلية لبغداد ) :
بغداد التي سيطر عليها خليفة ضعيف لاناقة له ولاجمل اصبحت بين مطرقة وسندان في داخل الحكومة الخلافية ذاتها واعني بذلك رجلنا "مؤيد الدين بن العلقمي " وكان الوزير الاول للخليفة "المستعصم والثاني كان "مجاهد الدين ايبك " وشهرته الدواتادار وكانا علي خلاف دائم وكان منبع هذا الخلاف عوامل كثيرة يمكن تلخيصها بالصراع المذهبي داخل المدينة واليكم هذا التحليل المبدئى للاوضاع في الداخل :
صراع مذهبي :
رجلنا مؤيد الدين كان شيعيا وهو المذهب المخالف للمذهب الاخر الذى يعتنقه الخليفة وهو مذهب السنة ..يقولون ان الخلاف المذهبي طويل وعميق للغاية ولكن في فترة ما قبل الغزو وصلت الامور الطائفية لحد لا يحتمل بين جميع المذاهب وتطور الي جميع الملل في بغداد .. كان الرجل الاخر وهو (مجاهد الدين ايبك ) سنيا ويكره مؤيد الدين لخلاف قديم ووشايات بين الطرفين ونفهم من ذلك ان الخلاف كان سياسيا ومذهبيا ايضا ..اما عن الخليفة فهو لا يدرى ماحوله يعيش في عزلة تامة يستمتع بمشاهدة المساخر ويستمع الي الاغاني ويحب رقص الجوارى والاهم من ذلك انه يستمع الي رجلنا مؤيد الدين وهذا ما يهمنا ..
صراع ديني :
الاديان مختلفة في بغداد .."هناك بيئة متوترة في بغداد الان في هذا الجانب " واعتقد ان ذلك كان في صالحنا في النهاية لان بغداد اصبحت قبل الغزو عبارة عن يهود يتلسنون علي نصارى ونصارى يجادلون مع مسلمين ومسلمين منقسمون بين سنة وشيعة والشيعة يحاولون السيطرة والسنة يضطهدون الشيعة ..علي اية حال كان ذلك جيدا قبل الغزو .."
اقتصاد متردي :
علي اية حال كان اقتصاد بغداد في الحضيض بسبب لهو الخليفة وعدم اتباعه سياسة اقتصادية تنقذ الداخل البغدادي بل ان الله سلط علي بغداد سيول قضت علي المحاصيل لسنوات عدة مما ادي الي القضاء علي الميزانية الاقتصادية وايضا كانت سياسة مؤيد الدين الاقتصادية "التخريبية " في صالحنا ايضا ..
جيش ليس علي مايرام :
كان ما يهمنا من الناحية الداخلية حالة الجيش في بغداد ..من تقارير المغول الارشيفية نتبين ان الجيش في عهد المستنصر العباسي قويا قادرا علي الدفاع فكان يبلغ عدد جنوده المقاتلة في حالة الطوارىء 100 الف جندى لذلك اتفقنا مع رجلنا مؤيد الدين ان يركز جهوده في هذه الناحية وان يعمل علي تفكيك الجيش من الداخل وبالفعل نجح في ذلك نجاحا باهرا حيث استصدر عدة قرارات من الخليفة بضرورة راحة الجنود وبعدهم عن الثغور وتسريح بعض العناصر المقاتلة واعطاءهم اقطاعات يزرعونها وبذلك وصل عدد الجنود قبيل الغزو 10 الاف جندى وكان هذا الجيش ضعيف التسليح والمعنويات ايضا بفضل فريق الاشاعات الذى كان يرأسه " ت م " وهو من انشط ظباطنا في هذا المجال وقام بعمل مبهر في اخافة الناس وهلعهم وتثبيط الهمم ووصلت الاشاعات الي حد لم نتخيله نحن المغول ...
2/( مراسلات بين الرجل الضعيف ( الخليفة ) و هولاكو خان) :
كانت هذه الخطوة الضرورية المراسلات بين هولاكو خان والرجل الضعيف ..بالفعل كانت هذه المراسلات ضرورية من حيث المظهر حيث لم نجد زريعة للغزو الا بمظهر ان الخليفة يتطاول علي المغول لذلك تم الغزو وكانت المراسلات ولا داعي لسردها بالنص فهي علي اية حال موجودة مع اجهزة اخرى وليست من اختصاص جهاز التجسس ولكن اذا استفدنا من هذه المراسلات يجب ان نفصل الاستفادة علي النحو التالي :
- الرسالة الاولي كانت تتحسس مواطن الضعف في نفس الخليفة وكان هولاكو يطلب منه ان يبعث به بجنود ليساعدوا المغول في ضرب بعض المتمردين في ايران وكان اللهجة في الرسالة تهديدية مستفزة في نفس الوقت ..
- الرسالة التالية من الخليفة الي هولاكو وكانت رسالة مليئة بعبارات الاستهزاء بقوة المغول وكان هذا ناتج من تأثيرمؤيد الدين الذى اوعز اليه هذا الرد وايضا (مجاهد الدين ايبك )الذى اكد للخليفة انه علي اتم الاستعداد لتأديب المغول بقواته والتي كانت في الحقيقة ضعيفة للغاية ...
- كانت هناك في هذه الاثناء رسائل متابدلة بين مؤيد الدين وبين قيادة المغول وكان الغرض منها تثبيط حالة الخليفة وفي نفس الوقت بث حالة الوهم بين المجتمع كي يطمئن علي حالته القائمة وقد نجح مؤيد الدين ايضا ..
3/ سير الحملة :
"برغم كل التحذيرات الذى كانت في بلاط هولاكو خان الا انه قام بعمل بطولي وقضي علي قوات المسلمين وابادها ودخل بغداد وقضي علي الخليفة وقتله بمعاونة مؤيد الدين كما قتل كل الفقهاء وخطباء المساجد كما انه عطف علي المسحيين داخل بغداد الذين كانوا يؤيدوه "
(التحذيرات التي ذكرها عبارة عن تحذير من رجل مسلم داخل البلاط المغولي وحاول ان يثني هولاكو عن الغزو لان طالعه ليس علي ما يرام وبحجة ان كل من تطاول علي الخلافة كان سوء الحظ يطوله قبل القضاء عليها ولكن هذه التحذيرات ذهبت ادراج الرياح بسبب شدة تيار انصار الغزو ...الناشر )
4/وعود واماني
كان الوعد الذى القاه قادة المغول المبجلين لمؤيد الدين له اثره الفعال في نفس الرجل الشره الطماع التي كانت بين جنبيه
علي ايه حال نحن لا ننسي رجالنا الابرار وبالفعل هو كان علي قدر المسئولية واصبح هو الوالي لبغداد بامر من هولاكو لكن للاسف مات قهرا بسبب معاملة الاهالي له علي اية حال كان مؤيد ورقة قوية بايدينا ولعبنا بها حتي النهاية ..
انتهي التقرير
بغداد
1258م
(ك ب ن )
انتهي الجزء الرابع من فيلم هندى
بعنوان هم العدو فاحذرهم