الثلاثاء، 9 مارس 2010

رجل بدولة(3)

الدولة العباسية عامها الاول لم ينصرم 132هجرية سنة تاريخية بجميع المقاييس ابو مسلم الخراساني قائد القوات المظفر باني الدولة الحقيقي هو رجل بدولة بالمعني المفروض له .

الخليفة الاول ابو العباس السفاح الذى اقيمت في عهده مذابع لقادة وامراء العهد البائد من وجهة نظره ونظر امراء الدولة الجدد " اعدى اعدائكم من انفسكم" ما رأيك في هذه المقولة تنطبق علينا معشر العرب اعدائنا من انفسنا نقتل بعضنا البعض نشرد بعضنا البعض نمحي بعضنا البعض من اجل ماذا؟

سلطان زائل ملك مزيف يبني علي عظام السابقين ويطلي مجده من دماء الغابرين هنا تتكرر مأساة قابيل وهابيل من اجل طمع الي زوال هنا مذابح العباسيين للامويين لست بينهم كي اقرر وقف المذابح يعوقني الزمان والمكان والجغرافيا لا بل يعوقني ماهو اشد انني مجرد قارىء للتاريخ ومحلل له.

مذابح لم تتوقف طيلة الايام التي عقبت قيام الدولة العباسية واعتلاء ابو العباس الذى نفت بعض المصادر علمه بهذه المذابح وقام بها بعض من امراء البيت العباسي لاخوانهم في الدين والملة والعصبية القرشية من ابناء البيت الاموي

اقول ان ابوالعباس الان خليفة في الكوفة وذراعه الايمن ابو مسلم في خراسان حيث اصبح الوالي عليها ولكن ياتري انتهي دوره ام للقدر رأى اخر.



هل كان ابو مسلم بمنأى عن هذ ا القتل الدائر في بداية التكوين ؟

الحقيقة التي نقولها انها لا. يشبهونه بعض المؤرخين بالحجاج بن يوسف الثقفي في قوته وشدته مع خصومه قتل الكثير من خصومه من اجل الحفاظ علي الدولة من اجل الحفاظ علي مجده وما وصل اليه من شهرة اصبح درع الخليفه وسيفه المتكلم علي رقاب الخصوم وهذا الذى اصابه من القتل ليس بجديد فقد رفع شعار القتل من البداية موازيا للدعوة في اثناء قتاله للامويين.
علي كل حال انقلب السحر علي الساحر وفى ذلك كانت النهاية حيث تربص به الخليفة الثاني ابوجعفر المنصور القوى الشديد الذى خاف علي نفسه من درع الدولة الذى اصبح سيف في وجه وفي ذلك قصة.

قصة النهاية " جزاء الاحسان بغير الاحسان".
شعار رفعه ابو جعفر في نفسه جزاء بناء الدولة من قبل ابو مسلم انتهي الان وفي مثل الظروف لابد من التخلص منه والرد علي الاحسان بالاساءة وفي ذلك قصة كما قلت القصة الاولي مع المنصور في حضرة الخليفة ابو العباس وهي كالتالي:


" ابو مسلم في زيارة الخليفة هو الان في بلاطه يدخل عليه محييا وكان المنصور في حضرة الخليفة قدخل ابو مسلم محييا كما قلت ولم يعير المنصور اهتماما فهو يعتبره اخو الخليفة وفقط بل انه يعتبره ماهو اخطر يعتبره الداهية الذي اذامسك بزمام الامورهى النهاية لامحالة.
التفت ابو العباس بعد هذه الحظة التي كان يفكر فيها ابو مسلم في المنصور ولفت نظره انه لم يحيى المنصورفرد عليه ردا كان توقيع النهاية 'إني قد رأيته ولكن هذا مقام لايقضي فيه حق غيرك' واسرها المنصور في نفسه .


القصة الثانية في الحج عندما حج ابو مسلم مع المنصور بعد تولي الاخير للخلافة ورأى مقدار الحفاوة والترحيب الذى لاقاه
ابو مسلم الخراساني دون غيره من القواد كان يغدق علي الناس بشدة ليكسبهم الي صفه (لعل المنصور رأى ذلك المشهد ولم يبرح خياله وتعامل مع ابو مسلم علي طريقة لانجوت ان نجا) اسرها ايضا المنصور في نفسه وقرر ان ينهى هذه المهزلة من وجهة نظره ويطوى هذه الصفحة ويكتب فيها لا يستوي الرجلان اما انا واما هو.


مشهد النهاية:
مراسلات بين ابوجعفر المنصور وقائده ابو مسلم لامجال لسرد المراسلات ولكن تحوم حول مكيدة يدبرها ابوجعفر لابو مسلم يبعث الخليفة امر الي القائد ان يتولي مصر والشام بدلا من خراسان والقائد يرد بالرفض ويبعث اليه القائد ان وارده عنده اي انه ات الي الخليفة وبذلك يقع المحظور ويدخل الفأر المصيدة وهو يعلم ان القط ااكله بالرغم من تحذيرات قادة وحاشية ابومسلم من القتل والغدر به ولكنه مشى الي مصيره كأنه في مأساة اغريقية محبكة الاحداث .


يقتله ابو جعفر في بلاطه خمسة رجال يقتلون مؤسس دولتهم ولكن ياخراساني لابد ان تعلم ان الشرعية ليست معك انها مع حفيد العباس لن يعيرك الناس اهتمامهم انهم دائما مع الاقوى والمنصور ادرك ذلك واصبح الاقوى انت دخلت لعبة وانتهي دورك فيها واان ان تنصرف منها بهدوء انت جزء من مسلسل صراع طويل بين العرب والفرس في الدولة ما انت الا الحلقة الاولي في هذا المسلسل سياتى اناس بعدك اسمهم البرامكة اسرة ذات نفوذ وسلطان تحاول ان تسيطر وتجعل للفرس مكانة ولكن سيذوقون من نفس الكأس الدوار علي يدى الرشيد حفيد ابو جعفر.
انتهي دورك يارجل الدولة فكنت في وقت ما رجل بدولة واان ان تنصرف الان بهدوء.

ملحوظة : استعنت ببعض المراجع مثل الدعوة العباسية مبادىء واساليب لدكتور حسين عطوان
وايضا كتاب قيام دولة لابراهيم الابياري