السبت، 23 أكتوبر 2010

نظامك ايه ؟؟ (2)


اسمحوا لي ان استلهم روح السيد برايز الذى اعلنها واضحة جلية لاريب فيها ولا تدليس ان " العيب في النظام " ..ما رأيك انت هل بالفعل العيب فينا ولا نعيب زماننا ؟.. هل بالفعل لانستحق الديمواقرطية ؟؟ هل نحن اناس اشرار لا تفكر الا في الطعام والشهوات او ماشبه ؟؟ هل نحن بهائم ؟؟ هل نحن ادني من البشر البيض في اوربا والدول المتقدمة ؟؟ ..هل نحن لا نستحق نظام الملك ؟؟ هل نستحق فقط ملك النظام وسيطرته الجبرية علينا ؟؟ اجعلني ان اسألك هل نحن داخل فلك التاريخ العالمي ام اننا خارج التاريخ ؟؟ بالطبع نحن خارج التاريخ ...

نظرتي هذه ليست تشاؤمية كما سيتصور للبعض ولكن هي نظرة واقعية ولكن من المؤكد انك سألت نفسك عزيزى هذه الاسئلة .. نظام الملك اتي الي الدولة السلجوقية وبني فيها مابني ثم انتهي ثم اتي بعده اناس اخذوا هذه النهضة وادخلوها بلادهم وكانت اساس لانتهاء ازمة الامة في حينها وسبب لعزة الدول الاسلامية في وقت كانت تعاني فيه من الذل والهوان

في مسيرة الحضارات عموما لابد لنا ان نرى منحني التقدم حينا ومنحني الانحدار احيانا اخري هذه هي سنة التاريخ وسنة الله من قبلها في التغيير والتبديل .. وفي مسيرة اي امة سترى بام عينيك وابوها ايضا ان هناك من الامم التي كانت ترعي الاغنام ثم اصبحت ترعي بشرية باسرها ..رايت في التاريخ ايضا امم كانت عظيمة واصبحت الان في القاع ..او انك ترى نفس الامة بين هذا وذاك ..اذن الفهم هنا لابد ان يترتب في نتيجة ما اريدها من قصة نظام الملك ..
الاصلاح و الشورى والديموقراطية كلها تجارب بشرية من الممكن ان تطبق ينطبق عليها الفشل او النجاح ..ينطبق عليها الصواب او الخطأ ..

لماذا يصر المصريون الان ان نظامهم فرعوني وسيظل هكذا الي قيام الساعة ؟؟ اظن اننا معذورون في هذا فمن يقرأ تاريخ مصر يجد الطغيان اكثر والاستبداد اجثم والهوان اغلب ..ولكن ليس معني هذا ان المصريين اعتادوا علي ذلك بدون ثورة ..بدون اعتراض ..ومن يقل ذلك فهو لايفهم مصر علي الاطلاق ..واظن ان كتاب النفاق والموالسة لايفقهون ذلك ايضا .. وكتاب التاريخ الحكومي لايرون غضاضة في قلب الحقائق والموازيين والمقاييس لصالح حاكمهم علي مر العصور ..

الجبرتي وهو الكاتب الاهم في تاريخ مصر في القرن الثامن عشر وهو الذى كان يكتب معاناة المصريين يوميا والمعارضة المصرية اليومية في عهد العثمانيين في ذلك العهد الذى تخلي فيه سلاطين الدولة العثمانية عن مصر لحفنة من المماليك الذين تناولوا حكمها ..الذين تناولوا ثروات مصر في خزانتهم ..الذين خربوا مصر واذلوا الفلاحين بالالتزام واذلوا الصناع بالضرائب .. واذلوا التجار باخذ اتاوات علي تجارتهم واخذ نسبة افتراءا واحتكارا عليهم
المماليك الذين كانوا يقيمون الحروب يوميا في شوارع القاهرة ..حروب ديانصورات ..حروب تجارية ..حروب من اجل النفوذ والمناصب ..


هذه هي حالة مصر ياسادة ..لن اتكلم عن نظام الملك بقدر ما تكلم علي اصلاحات دولة كانت في الضياع ..كانت في عهد الانقلابات العسكرية الي منتصف السبعينات ..اتكلم عن تركيا ..احفاد العثمانيون ..احفاد نظام الملك ..احفاد السلاجقة العظام ..تركيا التي كانت تعاني من الضياع ومن الفرقة ومن انعدام الهوية اجتمعت علي هدف واحد وحلم واحد ورجل واحد ..ولكن خرجت تركيا من نظرية العادل المستبد التي كان يروج اليها المفكرون العرب منذ القديم ..خرجت من ان يحكمهم فرد دون غيره ..خرجت من قمقم الاستبداد اخيرا الي الهدف والحلم وبداية النهضة ..

من الظلم اعزائى ان ابرز دور نظام الملك والاتراك والنهضة التي قاموها في المشرق دون ان ابرز الاتراك الجدد الذين
يبهرون العالم الان في استراتجيتهم الجبارة نحو المشرق اقرأ معي تلك الكلمات للكاتب جيمس تراوب في جريدة فورين بوليسي :

"انه لامر يدعو للفخر ان تكون مواطنا تركيا هذه الايام ، فاقتصاد البلاد الذى تضرر في الاونة الاخيرة جراء الركود العالمي قد نما بنسبة 11.7 % في الربع الاول من هذا العام ونحو 10.3 % في الربع الثاني من العام نفسه .."

ويقول ايضا : "وكما لو ان الامبراطورية العثمانية تنبعث من جديد ، تمنح تركيا جيرانها السوريين والاردنيين واللبنانيين حق العبور الي اراضيها دون الحصول علي تأشيرة دخول والاكثر من ذلك انها تمضىقدما في انشاء منطقة تجارة حرة مع هذه الدول "

" تركيا الان الرئيس المرتقب لمجلس اوربا ، وتشغل حاليا المراقب لمجلس التعاون الخليجي ،كما تعد حليفا جديدا لاتحاد دول جنوب شرق اسيا والتكتل الاقتصادى لدول امريكا اللاتينية ما جعلها محط انظار دول العالم "

نظام الملك اذن يتكرر ويتكرر ويتكرر وسيستمر الي مادام الاتراك يحكمون بهذه السياسة ..ولكن هل ستنهار تركيا بخروج اوردغان من السلطة؟؟ ..اظن لا لسبب بسيط جدا هو كلمة سحرية نحتاجها " الديموقراطية " فعلوها بالديموقراطية ولابد لنا ان نفعلها مثلهم .. بدأوها بشىء بسيط وهي المجالس المحلية التي كان يراها محمد عبده من مائة عام الحل البدائى للشعب المصري ..

الحقيقة اننا نعيش في خارج التاريخ ياسادة كأننا ندخن الماريجونا في سهول سيبريا في كهوف الاجداد من الف عام
اظن ان شخص يفعل ذلك في سيبريا ومن الف عام ينطبق علي العته الخارج من فم السيد عبد الله كمال في مقالة روز اليوسف التي لو كانت رأتها السيدة فاطمة اليوسف لكانت اعتزلت العمل الصحفي واغلقت الصحيفة من كمية التزوير التاريخي ..عبد الله كمال الذي يضاهي زميله المبجل ممتاز القط وزميله المعبر اسامة سرايا صاحب الصورة التعبيرية العظيمة ..


الحق ان عبد الله كمال يتحدث عن تاريخ مصر بشكل مدهش يعلمني شخصيا كيف يكون التاريخ اداء "لرفع" الحاكم الي مصاف الالهة وكثيرا ما كان التاريخ كذلك علي مدار الايام الخوالي ..الحقيقة ان العنوان مستفز ..الرئيس الفريد وهو يقصد الرئيس مبارك طبعا ..الرجل لم يكذب فهو فعلا فريد من نوعه لايوجد منه اثنان علي وجه الارض وذلك مما منه الله علينا ولله الفضل والمنة ..

ثم يسهب السيد كمال في الامعان التاريخي الميتافزيقي اللولبي الذى اخرجه علينا في هذه الكلمات :

"بكل الدقة المتطلبة في حكم كاتب سياسي نحن نتمتع بعصر (رئيس فريد).. له خصائصه وسماته.. وتفرداته.. وأسبقياته التاريخية.. والأهم من كل هذا الذي سوف يضاف إلي سجله أنه حقق للمصريين في حكمه (مصالحهم).. وحفظ توازنهم.. وصان لهم أن يغلقوا أبوابهم غير عابئين من خوف مفاجئ وخطر غير متوقع سواء من داخل البلد أو خارجه."

الحمد لله في السراء والضراء .. والغريب ان السيد كمال بدأ مقاله بشىء لم نكن نلتفت اليه كثيرا ان هذا العام وفي هذه الايام بالخصوص تشهد العام السادس من حكم الرئيس مبارك ..اظن اننا الان في عام 1987 !! يعني انا ابلغ من السنوات عاما فقط !! ..اريد ان اسأل سؤلا وبالله عليكم من يملك الجواب يقول لي ماذا كان يفعل الرئيس الفريد كل هذه الاعوام طالما ان هذا العام هو السادس ؟؟

نظام الملك الان في قبره ..اوردغان والاتراك الان يخططون ..الجبرتي مازال يكتب ..برايز مازال ينصح الشباب
والشباب مازالوا يشاهدون الفيلم الثقافي ..ومبارك مازال الرئيس الفريد
ومازال الامل موجودا مادمنا نتنفس ..

انتهي النظام ياسادة