المعارضة جزء من الفكر السياسي لاى دولة تحترم نفسها بل انها الوقاية للنظام السياسي من الانهيار قد يتبادر الي ذهننا ان هذا خطأ اي ان المعارضة تؤدى في النهاية الي انهيار الاطارالذى يقوم عليه اي نظام ولكن العكس هو الصحيح ..الاختلاف سنة الله في ارضه بمعني انك كفرد تمتلك طباعا مختلفة عن الشخوص الذين تتعامل معهم لك بصمة اصبع مختلفة لك بصمة العين مختلفة بصمة الاذن بصمة الصوت ..هل تدرى لماذا ؟ لان الله يقول من وراء ذلك انكم يابني البشر مختلفين خلقتكم هكذا وستظلون هكذا لكل مجتمع من المجتمعات التي تعيش علي وجه البسيطة الان لها ثقافة معينة لها لغة معينة لها طريقة تفكير معينة ......
اذن نفهم من ذلك ان الاختلاف في حد ذاته رحمة ولكن يبرز سؤال اخر هل الاختلاف في الاراء داخل النظام السياسي الواحد رحمة ؟ وهل ما يتعارف عليه بالمعارضة السياسية رحمة ؟ من وجهة نظرى نعم رحمة وذلك لان الاختلاف في الاراء المتناقضة يؤدى في النهاية الي التناقش ثم الي الحلول ثم الي التفاهم في النهاية ولكن نتوقف هنا عن هذه المقدمة التي قد تكون مبهمة فنحن نعيش عكس هذا الكلام نعيش في ظل حكم الفرد الرهيب عصر الفرعونية البغيضة عصر اقل ما يقال عنه انه ديكتاتورى فاسد...
التاريخ الاسلامي لم يسلم من هذه النظريات الديكتاتورية وكانت جنب الي جنب مع نقيضتها الديموقراطية وكلمة الديموقراطية هي كلمة يونانية تتكون من مقطعين ديمو اي الشعب وكراتس اي السلطة او الحكم هذا عن مفهوم الديموقراطية التي بمعناها حكم الشعب وان الامة مصدر السلطات وهل الشورى هي الديموقراطية ؟
من وجهة نظرى وقد تختلفون معي انها نعم الشورى هي الديموقراطية بمعني ان الشورى لها اركان واضحة المعالم في الفكر السياسي الاسلامي واوضح هذه الاركان في :
1/ الشورى التي ذكرت في القرأن الكريم والتي خصص الله لها سورة كاملة سميت بذات الاسم كانت كلمة الشورى في الاية الكريمة "والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهمومما رزقناهم ينفقون" ووضعها هنا لحكمة من عند الله كأنه يقول تعالي ان الشورى جزء من اركان الاسلام والتي منها الصلاة والزكاة اى تذكر يامسلم ان الشورى كالصلاة التي تصليها والزكاة التى تزكيها ...
2/الشورى لها مبادىء ومن مبادئها وجود اهل للشورى وقد اختلف العلماء في اهل الشورى فمنهم من صنفهم انهم مستشارون الحاكم ومنهم من قال انهم المسلمون كلهم كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونسائهم وشيوخهم ومنهم من قال ممثلون عنهم وبذلك نفهم ان الشورى واجبة علي كل مسلم وواجبة كنصيحة للحاكم وواجب علي الحاكم اتباعها وبذلك تتحقق الشورى ...
3 / الشورى في حد ذاتها بالمفهوم السابق وكل ذلك من وجهة نظرى قد تتفقون معها او تختلفوا تتضمن المعارضة التي هي واجبة علي كل مسلم ومن الممكن ان استشهد بأية في غاية الاهمية ويستخدمها علماء السلطان والهوى في توضيح ان المعارضة ليست من الاسلام والاية هي " واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شىء فان تنازعتم في شىء فردوه الي الله ورسوله "
وبذلك نفهم ان اطاعة الله ورسوله واجبة واطاعة الحاكم واجبة اذا اطاع الله ورسوله اما اذا لم يطع فلا طاعة لاهل الشورى او المسلمين من الرعية اطاعته وبذلك تتحقق المعارضة واسوق لكم مثال معارضة عمر بن الخطاب لابى بكر في قراره تجاه المرتدين واعتراض عمر علي قرار ابي بكر ارسال الجيوش وبدء الحرب ولكن خالف ابى بكر نظرية عمر في ذلك وناقش الصحابة في الامر وانتهي الاجتماع الي انتصار رأى ابى بكر في ارساله الجيوش وبذلك فهم الصحابة رضوان الله عليهم المعارضة اي ان الحاكم خليفة رسول الله وليس خليفة الله وهنا الفرق في قول ابي بكر انما انا خليفة رسول الله ولست بخليفة الله وذلك ردا علي بعض الناس الذين لقبوه بخليفة الله وهذه لها دلالتها في ان خليفة رسول الله بشر خلف بشرا وهو سيد الخلق رسول الله صلي الله عليه وسلم وابو بكر انما هو بشر يصيب ويخطىءوليست له القداسة اما اذا نظر المسلمون الي ابي بكر وهو خليفة الله سيكررون النظرية الفرعونية او الطغيان او نظرية الحكم المقدس التي تقضى بأن الخليفة خليفة الله يحكم بحكمه كما تصور ابو جعفر المنصور وتلفظ بذلك في بدايات حكمه ......
هل الديموقراطية تختلف عن الشورى من حيث مصدر السلطات ؟ قد تتصورون انها تختلف في مصدر السلطات حيث تعطي الديموقراطية مصدر السلطات للشعب اما الشورى فتعطيها للشريعة الاسلامية ولكن تصور معي ان الشورى ايضا تعطيها للشعب في اهل الشورى الممثلون عن الامة ونتخيل ان القرأن وهو دستور الامة وهي كلمة اراها مطلقة علي العموم اذ ان القرأن كتاب الله المتين يشمل كل شىء ويعطينا العناوين التي نسير عليها ثم بعد ذلك انتم ادري بشئون دنياكم اي ان القرأن لا يوجد فيه قانون الاسكان او المرور او الانتخاب اواواو ولكن كما قلت يعطينا العنواين والمبادىء ثم استقر انت علي الصيغة التي تناسبك حسب الزمان والمكان والظروف وغير ذلك واتذكر موقف الشافعي عندما افتي في العراق ان روث البهائم اعزكم الله نجس ويجب الغسل منه وعندما جاء الي مصر افتي انه ليس بنجس فروجع في ذلك فكان رده ان مصر يكثر فيها البهائم وتخفيفا علي اهلها انه افتي بذلك اما العراق فيندر بها البهائم وبذلك نفهم ان القرأن والسنة النبوية مرنة وتستطيع ان تستخلص منها ان يصلح لكل زمان ومكان بشرط صحة التأويل وبذلك ايضا تستطيع ان تؤسس دستور للدولة من الشريعة الاسلامية كمبادىء تحافظ علي حقوق الناس وتحفظ كرامتهم وان الشريعة في حد ذاتها وظيفتها الاساسية الحفاظ علي حرمة المسلم المادية والمعنوية والعدل بين الناس وحرية الفكر والتفكير وهذا ما تكفله الدساتير والقوانين الحديثة اى في النهاية نفهم ان الشورى تكفل ايضا ان السلطات في يد الشعب في اطار من الشريعة الاسلامية التي اعطت الحق لكل الناس المساواة حتي اوصلت ان يجوز للعبد الحبشي ان يحكم المسلمين ...
اما حكامنا العرب يطبقون الوجه الاخر يطبقون فينا النظرية الفرعونية ولا اجد مأقوله عليهم الا ما وجد في هذا الفيديو
دمتم بخير