الجمعة، 17 سبتمبر 2010

جبنة اسطنبولي


في عام 1804 كانت فرنسا تموج بالحماس الزائد لنابليون بونابرت ..فرنسا في مأزق الاوربيون يتحالفون ضدها علي طول الخط ..الحرب وشيكة الحدوث ..الفرنسيون امزجتهم وعقولهم مع نابليون ونظام حكمه لذلك فكر نابليون في استئثار الحكم لنفسه وليكون الامبراطورية التي طالما حلم بها ..لذلك عمل علي استفتاء الشعب الفرنسي علي شعبيته وشعبية نظامه وسألهم السؤال التالي :
"هل تريد سيدى المواطن ان يكون نابليون بونابرت قنصلا مدى الحياة ؟ نعم ام لا ..
جائت النتيجة كبيرة لصالح نابليون واصبح القنصل الاوحد والامبراطور الذى يحكم فرنسا حتي عام 1815 العام الذي نفي فيه الي جزيرة البا وبعدها يرجع مرة اخري في حكم لم يستمر المائة يوم ثم الي جزيرة سانت هيلانة المرعبة في المحيط الاطلنطي ومنها الي الموت بالزرنيخ ..

علي اية حال لن تكون هذه التدوينة لسرد سيرة نابليون بونابرت بقدر ماهى جولة مع بعض الاستفتاءات والانتخابات واشياء من هذا القبيل واعدكم انكم ستستمتعون كثيرا وان اسرد لكم اذن هيا بنا ...

مصر عام 1798 ..كانت تحت السيادة العثمانية او التركية ..المصريون متخلفون عن ركب الحضارة والتقدم والسبب الحكم التعسفي العثماني المتخلف وحتي لانظلم هذا الحكم ..كان العثمانيون في اول امرهم متفوقون في جميع المجالات ووصلت الدولة العثمانية الي اوج قوتها الاقتصادية والسياسة والحربية الي ان وصلت الي وسط اوربا وعلي اسوار فينا ..علي اية حال كانت هذه السنة بداية الحملة الفرنسية علي مصر بقيادة نابليون بونابرت ..اراد نابليون ان يضحك علي المصريين ويقول لهم انه يحترم الدين الاسلامي والقرأن الكريم والنبي العظيم ولم يأت هو وجنوده الا لتأديب المماليك علي سوء معاملتهم للتجار الفرنسيس في مصر " بالطبع لم يكن هذا السبب الحقيقي الذي يتلخص في الهيمنة وقطع الطريق علي انجلترا الي مستعمراتها في الهند" ..

الحقيقة ان المصريين كانوا اذكياء لمثل هذه الدعوات بفضل قيادة علماء الازهر للشعب انذاك وتبين لهم ان نابليون ماهو الا مستعمر مدعي كذاب وبدأوا المقاومة ..

نابليون ابن الجمهورية والحضارة الفرنسية جاء ليحتل مصر ولكن في الوقت ذاته ليطبق المنهج الفرنسي في الحكم وكل شىء "وهذه طبيعة الاحتلال الفرنسي يعتبر احتلال ثقافي اكثر منه عسكري " بدأ نابليون في بناء ديوان للحكم واختار تسعة من علماء الازهر ليحكموا مصر ورأس هذا الديوان عبد الله الشرقاوى وكان من هؤلاء العلماء وبذلك تبدأ فكرة الحكم الشورى او الديموقراطي حتي ولو بشكل صورى ايام عهد احتلال فرنسا ..

انتهت التجربة بالفشل بسبب ان نابليون اراد ذلك وحل هذا الديوان بعد الثورة التي قامت عليه بقليل وسميت بثورة القاهرة الاولي وكان من نتائجها الغاء هذا الديوان ..

نفهم من ذلك الامر ان الاتراك العثمانيين لم يكونوا لديهم اي فهم سياسي يحكمون البلاد بطريقة العصور الوسطي الاوربية في الاقطاع والالتزام والحكم الجبرى الديكتاتورى وكان ذلك في اواخر عهدهم ...

تركيا 2010 ..تتبدل الاحوال تركيا الان ليست تركيا ايام الدولة العثمانية ..استفتاء علي الدستور من اجل تحجيم الجيش الذى طالما تدخل في الحياة السياسية وكان السبب الرئيسي في عدم استقرار الحكم التركي من الثمانينيات ولكن الان تركيا مستقرة ..تركيا تخطو مرة اخرى نحو العالم الاسلامي ..تركيا كما قيل في تقرير فرنسي بعد الاستفتاء ان تركيا اقتربت من العالم الاسلامي بقدر ما ابتعدت عن الاتحاد الاوربي ..تركيا تدخل في تحالف ولو من طرف خفي نحو القوة الاخري في المنطقة ايران ..تركيا تشكل الثقل الاقتصادى في المنطقة ..تركيا التي تجذب السياح العرب خاصة الخليج وتراجع لبنان ومصر ..تركيا الان شوكة في حلق اسرائيل ..بدأ اوباما جولته في العالم الاسلامي وبدأها في تركيا اولا ثم مصر ..حيث ان تركيا في وجهة نظره الثقل السياسي الجاد في المنطقة ومصر الثقل العاطفي الساذج للعرب والمسلمين هكذا تنظر الولايات لنا ..تركيا حققت تراجعا في نسبة البطالة من يونيو 2009 حيث كان 13 في المائة الي 10 في يونيو 2010 ..تركيا اصبحت مهند ونور ولاميس ..والعرب صفر اليدين من كل شىء والسبب انتم تعروفونه ..

مصر 2005 ..استفتاء علي مبارك لسان حال الاستفتاء "هل تريد سيدى المواطن ان يكون مبارك حاكمك حتي تلقي انت ربك ؟ نعم ام نعم يرد المواطن انا اريد ...."صوت كلايكسات عربة مرتفعة تشوش علي كلام المواطن "...

مصر مبارك لاتعترف بهذا الهراء تعترف بشىء واحد فقط الا وهو كرسي الرئيس الذى هو اهم شىء ام الباقي انتم ادرى به مني ..الحقيقة انني اتخيل احفادى اذا اعطاني الله الاجل يسألونني يوما لماذا كان يسكت هذا الشعب علي كل هذا ؟ماذا كان يبليكم ؟ سأكون اسفا انني لن استطع ان ارد عليهم بكلمة يفتح الله علي بها ؟

المدينة 23 هجرية ..عمر بن الخطاب في النزع الاخير بعد اغتياله علي يد ابو لؤلؤة المجوسي يشير علي اصحابه بستة من كبار شخصيات المسلمين ويكون ابنه عبد الله بن عمر مراقبا علي هذه الانتخابات و"فقط " وتم الاختيار ان المسلمين اختاروا عثمان بن عفان ..6 مرشحين وانتخابات في هذا العهد المبكر والخليفة يموت وهو مطمئن تماما علي سير الانتخابات ويصبح عثمان الخليفة الثالث ويترسخ مبدأ الديموقراطية ولكن لن تستمر المسيرة طويلا في التاريخ الاسلامي الا ومضات قليلة ..

تأكل الجبنة الاسطنبولي وتتلذذ بها وتقول هي احسن من الجبنة البراميلي علي اية حال .........