الجمعة، 29 يونيو 2012

العاشرة : الخطة " أمان "


في الغرفة المغلقة كان اللقاء ..ميمو حضر اللقاء ..كان مزهوا بنفسه ..أخيرا بعد عمله الطويل أن ان يحضر اللقاء الأهم في حياته ..كأنها محراب الماسونية ذاتها ..يحضر ويحلف القسم ..ويطيع رؤساءه ..ميمو وصل الي هذا المحراب بالرغم انه لم يكن في يوم من الأيام رقم 1 ..لكنه وصل الي رئاسة هذه الألة ..في انقرة كان اللقاء الاهم في حياته ..

لن أصف الرئيسة التي دخلت عليهم فهب ميمو وكل الحاضرين وكانوا يجلسون علي منضدة طويلة في إنتظارها ..لن أصفها لأمور تتعلق بخيالك ..صفها كما شئت ..لكني من الممكن ان أقول أنها مثل الحيزبون ..كانت مقيتة ..مقيتة للغاية .

قالت الرئيسة موجهة الحديث الي ميمو ..ماذا يحدث عندكم في مصر ياميمو ..الأمر لابد أن يكون تحت سيطرتنا ..أنت تعرف ان شبكة المصالح الكبيرة الأن في مصر في خطر كبير لابد ان نحافظ عليها ..أريد منك تقريرا الأن ..
بالطبع ميمو قص عليها كل ما يحدث بالتفصيل ..بالرغم ان الحاضرين صمتوا ..لانه يبدو أن الإجتماع مخصوص لمصر والأحداث التي تجري فيها .

حكي ميمو عن الخطة التي اتفقت عليها الأجهزة الامنية في مصر علي الإنقلاب الكامل علي الرئيس الجديد ..حكي عن خطة الإعلام في تشويه بعض الشخصيات وتمجيد أخرون ..حكي عن بعض الشخصيات القضائية المشهورة التي تم شراءها جيدا بالمال وأشياء أخرى لكي تؤدى الدور المنوط بها ..شخصيات دينية مشهورة تؤدى دورا ممتازا في المساجد والكنائس ..حكي ميمو عن خطة سميت في مبني جهاز أمني خفي في القاهرة ..تسمي " أمان " لكن ميمو كان متحفظا كما نبهه محسن بيه ...

سرحت الرئيسة ببصرها وقالت ..حسنا ..هناك أشياء أكبر منك ياميمو ..سأذهب بنفسي الي القاهرة في الشهر المقبل لكي اقابل الأصدقاء .

قبل أن يغادر ميمو الغرفة ..قالت الرئيسة له ..مندوبك هنا تخطينا معه الخطوة الأولي ..هو مجرد ترس في ألة ..مثلك ..ونظرت اليه نظرة ذات معني ..وأردفت قائلة : علي العموم هو سيفيدنا في شىء ما ..وفقط
ميمو رد عليها ..سنكون عند حظ الأصدقاء جميعا .. وغادر الغرفة ومنها غادر من تركيا الي القاهرة .


...............................

وأنا ذاهب الي المطعم كي ألتقي بسوزان ..رأيته فركضت نحوه ..كان الدكتور سعيد وزوجته وابنتيه الجميلتان ..أمينة ورقية ..كان الدكتور سعيد قد غادر أزمير في رحلة الي أنقرة ثم جاء الي اسطنبول منذ يوما وليلة كما قال لي وأكد لي أن هذا المطعم من أجمل مطاعم اسطنبول ويحب أن يذهب اليه كلما زار اسطنبول ..دخلنا جميعا الي المطعم ..ذهب هو وزوجته وابنتيه الي منضدة في ركن بعيد وذهبت انا الي سوزان ..وتواعدنا ان نجلس قليلا في المساء ..لكي نتحدث في أمور كثيرة ..

كنت مبتسما طوال اليوم مع سوزان ..تناولنا الغذاء ..وكان سر الأبتسام الصدفة الجميلة التي جمعتني بالدكتور سعيد ..أشعر بالأمان تجاه هذا الرجل ..سر غامض يجمعني به ..أريد كلما التقيت به أن ارتمي في احضانه ..كأن يمثل لي أبا وأخا كبيرا من أول يوم رأيته فيه في المقهي ...

ذهبت سوزان بعدما تناولنا الي الغذاء وقالت لي ..سألتقي بك صباحا كي نذهب سويا الي ميعادنا في العمل ثم نذهب الي لقاء الرجل ..فقلت لها حسنا نلتقي غدا ..فنظرت لي ..وهمست : أحبك ..ثم انطلفت مسرعة الي سيارتها ..
هذه الكلمة " احبك " لم تفعل لي شىء ..أعلم جيدا إحساس الحب ..جربته في مصر لكن بالفعل أنا لا أحب سوزان حتي الأن ..

................................

التقينا في المساء العليل ..جاء سعيد لوحده ..والتقيت به في مقهي علي خليج البسفور ..المنظر من هنا رائع للغاية ..والهواء عليل ..
قال لي الدكتور سعيد ..الوضع في مصر صعب ..أشعر ان هناك شىء يدبر له ..هناك صراع حقيقي في الدولة ذاتها ..كل شىء ينهار ..
قلت له وأنا اشعر بذلك ..وأشعر انني مكبل هنا ..أشعر ان مؤامرة شديدة تحاك ضدى هنا ياكتور سعيد ..
سعيد أضطرب وقال لي أحكي ياولدى ..فحكيت له كل شىء حتي الأن .....................
....................

يركض نحوى ..أجرى ..وأجرى وأجرى ...حتي وجدت حائط ...أتصبب عرقا ..عزت أتي الي ضربني بعنف بعنف ..ااااااااااااااااااااااه
أنتظرته حتي يأتي وينقذني وجاء بالفعل .......

..............

الصورة : البسفور ليلا