الخميس، 24 يونيو 2010

فنتازيا فكرية


كان لابد له ان يموت كمدا وغما الف مرة بل قل الف الف مرة من هذه الايام ..ممكن ان تقول علي هذه الايام افول حضاري او انحدار اخلاقي او مزيج بين الاثنين او قل مهزلة وعبث في الجينات الانسانية لا بفعل عملية الخلق حاشا لله ولكن بفعل عملية الاستنساخ اجارك الله ..

اخرج ذات يوم الي مسجد اصلي ثم بعد الصلاة يلفت انتباهي في مكتبة هذا المسجد شريط كاسيت ديني لا اتذكر عنوانه ولكني اتذكر مضمونه جيدا برغم السنوات الخمس التي مرت علي هذه الحادثة ..كان جهاز التسجيل معطل ..لابأس اسمعه عند صديق لي لعله يستفيد مثلي ..سمعت الشريط انتابني شىء من التقزز التاريخي ..لو احد غيرى كان سمع هذا الشريط لكان تغير نوعا وكما وكيفا ..الشريط يبرز الدمار الفكري الذى مر علي مصر من ايام محمد علي باشا الي يومنا هذا تعرض الي افكار رفاعة الطهطاوى ووسمه بالجاهل ثم الي محمد عبده ووصفه بالمخرب وطبعا تعرض الي جمال الدين الافغاني ثم الي سعد زغلول ثم نجيب الريحاني ثم الي يعقوب صروف ثم الي نجيب محفوظ وطه حسين ..شعرت انه سيذكر اسمي انا وصديقي بعد قليل ..لا اتذكر الشيخ الذى عرض هذه الفكرة ولا اريد ان اتذكره ليس احتقارا بقدر ما هو نسيانا من الممكن ان تنشط ذاكرتي لو استفدت من هذا العرض ..

احمد الله كثيرا انني من دارسي التاريخ مما يجعلني اشعر بالزهو احيانا ..تخيل لو كانت الافكار التي عرضها وهي وجهة نظره واحترمها علي كل حال والا سأكون مناقضا كثيرا لما قلته المرة السابقة اقول تخيل معي اذا لم اكن علي الاقل درست هذه الشخصيات لكانت الكارثة الكبرى عندما يختلط فكري بمثل هذه الافكار لا اقول متشددة ولكن اقول مغلوطة بالكلية وبالجملة ...
.............

محمد بن جرير الطبري يكتب في كتابه الاشهر تاريخ الرسل والملوك ويتأمل السماء الزرقاء الصافية جاء خادمه برسالة ليقطع تأمله ويقطع حبل افكاره ...
ماذا بك ياسيدى ؟
لا شىء اتأمل السماء قليلا حتي اعاود الكتابة
هناك شىء اريد ان اخبرك به ..
ماهو هات ماعندك ؟
رجل اعطاني في السوق رساله وقال لي اعطها لسيدك فهي امر هام
رسالة ..اين هي ؟
ها هي ياسيدى ..
التقط الطبري الرسالة بسرعة وبدأ في القراءة بعد انصراف الخادم
يقرأ علي مهل ..من عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي الي استاذى ومعلمي الامام محمد بن جرير الطبري سلام الله عليك ورحمته وبركاته ..اريدك في شىء هام اريد ان استأذن ان اتي الي بيتك بعد صلاة العصر ..والسلام ..

يندهش الطبري كثيرا ما هذا ابن خلدون اول مرة يسمع عنه شيئا كما انه لايسمع عن تلميذ له يدعي بابن خلون اذن عليه ان ينتظر قليلا الي بعد صلاة العصر ثم سيعرف الخبر اليقين ..
.............
اصوات صراخ وعويل بالخارج ..ااااه الرحمة الرحمة ياسيدى اريد ان اعيش اريد ان اربي اولادى سأسمع كلامكم اذا كنت تريد ان ارحل من هذه الارض سأفعل ..الرحمة الرحمة ..
انت مسلم كافر لم تلتزم بالشروط والقوانين الملكية السامية التي تسير علي اهل اسبانيا ..هكذا المورو الكفرة لا يلتزمون بشىء ..
انا لست بمسلم انا..
اسكت ياكافر كلنا سنعرف هذه الحقيقة والان ..الفونسوا ..يشير الي الجندى الفونسو ان ينزع منه سرواله وان يكشف عورته امام الجميع ..
اه ها انت مسلما كلنا عرفنا الان ..
الرحمة ياسيدى الرحمة لا
خذه يالفونسو ..يأخذه الفونسو الي المحرقة ..يحرقه الفونسوا ..يشم رائحة الشواء ..كم ان ذلك مقزز يالفونسوا يستمع الي صوت ضميره يسكته بسرعه خوفا عليه من اذن القس بيلدا الذى يبيد كل المسلمين وصاحب الاقتراح القاضى بقتل كل مسلم علي الارض الاسبانية ..ينتهي الفونسوا من عمله ..

يذهب الي بيته منهكا قتل علي الاقل اليوم 12 مسلما دفعة واحدة يالك من وغد يالفونسوا ..تلاحظ ماريا شروده ماذا بك؟
يجب ان نغادر اسبانيا ياماريا ما رأيك ان نذهب سويا الي الولايات المتحدة ؟
الولايات المتحدة ؟
نعم اريد ان استقر في مكان لايوجدفيه قتل للمورو العرب ولا محاكم تفتيش ولا بيلدا اللعين ..
ليكن انا معك اينما كنت .......
..................

يصلان الي الارض الجديدة يشاهدان تمثال الحرية ويدققان النظر جيدا ما هذا وجه بيلدا ويدققان وجهه يتحرك يخرج لسانه استهزاءا لمجيئنا ياله من وغد ..

يصر يوسف شاهين ان ينهي فيلمه الكئيب اسكندرية ليه بضحك هستيرى لهذا التمثال يقول الفونسوا لزوجه ماريا اذا لماذا يخرج له لساننا بهذه الطريقة يالك من وغد ..من الواضح ياماريا اننا سوف نمرح كثيرا علي هذه الارض ..
.............

خادم الطبرى يفتح الباب بعد انتها ء الصلاة ليرى من الطارق ليجد ذات الشخص الذى حمله رسالة الي سيده قبل ساعات يستأذن الضيف في الدخول ثم يأتي الطبري ..اهلا وسهلا من انت وماذا تريد ؟
يبدأ ابن خلدون في الكلام ....
..................
تمر السنون وانسي موضوع الشريط حتي افتح التلفاز قريبا علي برنامج عصير الكتب لاجد نفس الفكرة ونفس المعني ولكن بطريقة بلال فضل الممتازة في الرصد والتحليل ..........يتبع ان شاء الله

الجزء الثاني: