الاثنين، 5 أبريل 2010

يوم الطين


يتذكر وهو في المنفي الايام الخوالي ينشد اشعارا من لوعة قلبه من صميم مشاعره يتذكر الايام الذى كان فيها ملكا مطاعا
يتذكر كل ذلك في منفاه البعيد عن الوطن هل تراه؟هذه عبرة تنسال من عينيه عبرة فيها من الذل والقهر الكثير انه الان
في المنفي يعيش حبيسا حزينا طريدا هو وزوجته وبناته قتلوا اثنين من ابنائه ونفوا اثنين اخريين مسكين الملك عندما يزول ملكه لم يتذكر ان الملك زائل لم يتذكر القول الاثير "يا من لايزول ملكه ارحم من زال ملكه".

بناته وامرأته يغزلن ويحصلن دراهم تسد رمقهم يبعنه في الاسواق خارج المنزل الذين يقيمون فيه جميعا في مدينة اغمات
في المغرب بعيدا عن الوطن الغالي اشبيليةعندما كان ملكها هو والملكة زوجته انه المعتمد بن عباد وزوجته اعتمادالتي
اشتق لقبه المعتمد من حروف اسمها كان يحبها في اشبيلية قديماعندما رأها لاول مرة في بوادى اشبيلية الخضراء كانت جارية صغيرةعند احد السادة وتزوجها وهو امير ابن الملك الرهيب الذى يخافه كل الناس في الدولة حتي هو ومع ذلك تزوجها لولعه وحبه الشديد لها ورغم اعتراض ابيه المعتضد في البداية .
هما الان في اغمات يعيشان شظف العيش بعد نعيمها وترفها "وتلك الايام نداولها بين الناس"سبحان الله هذه الاية لابد
ان تنطبق علي كل ابناء ادم كبيرهم وصغيرهم اميرهم وحقيرهم صالحهم وطالحهم .
ولابد ان تنطبق علي المعتمد وزوجته عندما تدخل يوسف بن تاشفين في شئون الاندلس وقضى علي ملوك الطوائف الذين
تفرقوا شيعا وتحزبوا احزاباوالمعتمد منهم يفكر مثلهم يحكم بسياستهم ولكن هل الدنيا دائمة لك يابن عباد ؟بالطبع لا
كما انها لن تدوم لكل حاكم متكبر لا يخاف يوم الحساب.

امرأته اعتماد الان الملكة تري من بعيد وهي في القصر الفلاحات في اشبيلية يعجن اللبن وهو الطين الذى يحرق ليكون
قرميد لبناء البيوت تشتاق الان ان تكون مثلهم ان تعجن مثلهم وتتحرر من عادات القصر المقيته وتكسر الحياة المعتادة كل يوم. تذهب الي زوجها الملك المحبوب وتعلن له عن رغبتها هذه فينفذلها طلبها.
فيما مضى كنت بالاعياد مسرورا............فساءك العيد في اغمات مأسورا
ترى بناتك في الاطمارجائعة ............يغزلن للناس لا يملكن قطميرا

يأمر خدام القصر ان يأتوا باللبن ومعه الطين ممزوج بماء الورد والمسك والعطور وبذلك نفذ لها رغبتها في حديقة القصر رأت ذلك فنزلت هي وجواريها وبناتها وعجنت وسرت لذلك و(مرغت) نفسها في الطين وبذلك انقضت لذتها.
برزن نحوك للتسليم خاشعة..............ابصارهن حسيرات مكاسيرا
هل كانت اعتماد تتذكر ذلك اليوم في اغمات؟لا سقط من ذاكرتها تجاه زوجها تعاني من العيش الخشن فتغضب من زوجها
وتقول له لم ار يوما معك حلو فرد عليها ولا يوم الطين فبكت وتذكرت ذلك اليوم البعيد.

يطأن في الطين والاقدام حافية.............كأنها لم تطأ مسكاوكافورا

من اشعار المعتمد بن عباد في المنفي

السؤال يبرز هنا لقراء هذه التدوينةهل من شيمة النساء عدم التذكر الايام الخوالي مع الازواج ام ان حالة اعتماد عبرة؟
ام ان رجالنا الازواج اليوم لم يقدموا يوما للطين علي شاكلة المعتمد بن عباد؟
دمتم بخير
وكل عام وانتم بخير