الثلاثاء، 22 مارس 2011

سمها ماشئت


"من الذى يقدر علي دفع مهرك ،من الذى يقدر علي دفعه ولو بالدماء والدموع ،او بالاقدار احيانا "

الفتي الذى ولد فقيرا معدما تتلقفه الاقدار حيث المجد والقوة والنفوذ كباقي البشر او بالاصح كباقي البشر الذى يلتمسون في هذه الحياة القوة وليس غيرها ،يلتمسون في طريقهم المجد وليس غيره ،بل ان الاقدار تدفعهم دفعا الي مبتغاهم وهم لا يشعرون ان هذا الطريق لا سواه في نهايته تخليد اسمهم في كتب التاريخ الى الابد ..انها الاقدار عندما تسوق فردا الي العلا فانتبه اليها جيدا وتلقف الفرصة حيث انت ولا تضيعها من يدك ...

بلدة قولة بشمال اليونان كان المكان ،1769 كان الزمان ..نتاجهما كان هو لا سواه مؤسس مصر الحديثة وباني امبراطوريتها الاولي في العصر الحديث ...محمد علي باشا الذى ولد فقيرا وعاش حاكما جبارا وبانيا عظيما ومات مرتين عندما انتهي المجد وعندما نفدت روحه ..محمد علي يعيش في قولة فقيرا الي مرحلة الشباب الذى التحق فيها بالجيش العثماني الي المرحلة التي سمحت له الاقدار الي الانطلاق نحو المجهول او المجد بعد ذلك ....

"من الذى يقدر علي دفع مهرك ،من الذى يقدر علي دفعه ولو بالدماء والدموع ، او بالمكر احيانا "

محمد علي في مصر الان ،انظر الي هذا المشهد معي جيدا ،مصر التي تمور كالمرجل بين طياته شعب يثور بعد غفوة ،وقوة سياسية تتولد ،ومحتل يذهب مع الريح وقوة اجنبية تتربص ،وسلطان يريد السيطرة ، وولاة يتحكمون ،ومماليك يتلمسون لحظة الانقضاض علي كل شىء ،ورجل يتلمس طريقه بين كل ذلك ولا يملك اي شىء الا عقله فقط ...

هذه بداية المشهد ...اريد منك ان تنتبه جيدا ..الحملة الفرنسية التي عانت الويلات في هذه الارض المسماه مصر من اجل اهداف بالية لم تتحقق بفعل غباء بعض القادة او ربما هي الاقدار التي لم ترض عن نابليون ومن جاء بعده من هؤلاء الاوغاد الاغبياء ،تفشل الحملة في اهدافها وتخرج من مصر لتحل محلها قوة انجليزية مؤقته عينها وهدفها مصر بالاشتراك مع قوة عثمانية عسكرية والتي كان محمد علي ظابطا فيها ...

الشعب المصرى الذى ذاق حلاوة المقاومة والانتصار علي المحتل وشعر بقيمته لاول مرة وشعر انه ليس مجرد لفظ يتناوله السادة من المماليك والعثمانلية الذى كانوا ينظرون الي الشعب ويتلفظون تجاهه بالرعاع ..شعر الرعاع ان لهم بلد وان لهم حق وان لهم رجال قد يكونوا هم الزعماء والوسطاء بينهم وبين السلطان القابع في استانبول او الوالي الذى يمثله في قلعة القاهرة ..

ومابين قلعة القاهرة وقصر استانبول هناك مسافة زمنية ومكانية ومابين القلعة والقصر مساحة متشابهة بين الخليفة والوالي ومابين القلعة والقصر هناك ضعف اوصال لدولة كانت عظيمة واصبحت في هذا الوقت نجم يأفل في ارجاء الكون وكانت الدولة تسمي بالرجل المريض في اوربا وشاء للرجل المريض ان يتخلي رويدا رويدا عن قطعته الخالية صاحبة المعالي" مصر" وقد حان الوقت ...

محمد علي الرجل الذى يمتلك من المكر الكثير بدأ يرى خريطة مصر في ذهنه لا الخريطة الجغرافية ولكنها السياسية ..يرى بمكره ان الرجل المريض بدأ يموت ومماليك مصر بدأو يتخبطون فيما بينهم والشعب يثور تقوده قيادة لا تعرف من السياسة الا القليل طائعة للخلافة الضعيفة اساسا وبذلك بدأ يدخل من هذا الباب ...

باب كان مواربا بدأ يتقرب من الشعب عن طريق هذه القيادة وليس سواها يحارب من اجلهم ويقود كل طاقاته من اجل ارضائهم وبدأ يتلاعب علي الحبال مابين سلطة الوالي المتسلطة باسم الخلافة ومابين سلطة الشعب النامية ليكسب هو في النهاية وقد كان ....

"من الذى يقدر علي دفع مهرك ،من الذى يقدر علي دفعه ولو بالدماء والدموع ، او بالذكاء احيانا "

نعم الذكاء هو كلمة هذه المرحلة ..وعندما يتجمع الذكاء مع المكر مع فطرة واعية تجد الكثير وكان هذا الكثير من محمد علي الذى قرر ان يحكم مصر ولكن اذا تأملت المشهد تجد انه مستحيل ولكن مثل هذه الشخصية لن تجد هذه الكلمة في قاموسها ابدا وستجد الاجتهاد والذكاء بديلا عنها ...

يتولي وال ظالم يدعي خورشيد باشا والذى كان غريما لمحمد علي من البداية وكان يرى فيه منافسه الوحيد في هذه الولاية ولكن محمد علي المعارض علي استحياء او اذا شئت تقول المعارض الخفي تتحين الفرصة تحت قدميه كي يقتنص الفرصة اخيرا ويقدمها له خورشيد بغباء المستبد الدائم الذى يظلم ويبطش الرعية الذين هم في نظره دائما الفلاحين الرعاع ..

والفلاحين الرعاع يثورون علي خورشيد ويختارون من هو اقرب اليهم وهو محمد علي برصيده الوطني عندهم وبرصيده المعارض عندهم يختارونه كي يكون الوالي بدلا من الوغد خورشيد الذى يحارب المصريين من اجل سلطته مستمدا من شرعية الخليفة قوة علي قوة وفي المقابل يحارب المصريون من اجل رفع الظلم عنهم وايضا بشرعية الخلافة وتحت لوائها ومحمد علي يترقب اي الفريقين سينتصر ....

وانتصر الفلاحون الرعاع علي خورشيد الوالي المتعالي وتنتصر ارادة الشعب وقبلها محمد علي الذى كان الاختيار الامثل نحو الحكم ويبدأ الحاكم الذى يطيع الارادة الشعبية علي استحياء الي حين معين وبعدها .........للحديث بقية

"من الذى يقدر علي دفع مهرك ،من الذى يقدر علي دفعه ولو بالدماء والدموع ، او الطاعة علي استحياء "

لا تنس ان تسمي هذه التدوينة

هناك 14 تعليقًا:

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

هيثم اخى العزيز نحمد الله على سلامتك افتقدناك كثيرا وافتقدنا مواضيعك وموقعك يارب تكون بخير


انا اسميها قل للزمان ارجع يازمان

حكام كتير مروا على صفحات تاريخ مصر وقدموا لها الكثير لكن للاسف مناهجنا الدراسية حرفت سيرتهم ودسوا السم فى العسل ... حتى ايام الملك فاروق تفننت المناهج الدراسية فى تحريف هذه الفترة فى مصر

وتبقى الحقيقة ان الشعب والانسان البسيط والفلاح المتواضع هو اللى بيقدر يدفع دايما مهرها


حمد لله على سلامتك ياهيثم وفى انتظار كل جديد اخى

تحياتى وتقديرى

كلمات من نور يقول...

دوما للتاريخ طعم اخر معك يا بني ...ياريت يا هيثم والله لما يقرروا يكتبوا مناهج التاريخ في المدارس يختاروك ويختاروا ناس يكونوا شبهك كده قراءة حيادية وبطعم جميل

NEBHOTEP يقول...

زغرتي يا ام منصور 77% قالوا نعم لتعديل الدستور

زغرتي يا أم مروه ... راحت كل إنجازات الثوره

زغرتي يا أم حمدان ... بكرة هيمسكوها الإخوان

... زغرتي يا أم حبيب ... شبابنا من بكره هيلبس جلاليب

... زغرتي يا ام آيات ... بناتنا من بكره هيلبسوا عبايات ...

...زغرتي يا أم ريمون ... اللي قالوا لأ طلعوا 4 ملي

Ms Venus يقول...

للأسف الحكام مش بيتعلموا من التاريخ يا هيثم


ممكن اسمى التدوينة

تعلموا من التاريخ يا أولى الامر

ستيتة يقول...

تعرف كنت بذاكر لأحمد تاريخ قبل الثورة بخمس ايام وتحديدا قصة محمد علي
وتساءلت كل هذه الأسئلة
مين يقدر يدفع مهرك؟
صاحب الدهاء في عصر الضعفاء؟
أم المخلصين في عصر الصحوة؟

انت عارف بقى مش ها اقول لك

mrmr يقول...

اخيرااااااااااا ظهر هيثم على الشاشه
حمد الله بالسلامه

شكرا لك

Dr Ibrahim يقول...

التاريخ يعيد نفسه...

محب روفائيل يقول...

أستاذ هيثم تحياتى على طريقة عرضك الجذابة
لى طلب صغير وهو أن تكتب عن أحمد لطفى السيد هذا الرجل المظلوم فى التاريخ المصرى وهو أستاذ الليبرالية فى عصره ، وذلك حتى نفهم أفكاره ونرى ما يصلح لنا فى هذا العصر

Unknown يقول...

السلام عليكم

بسم الله الرحمن الرحيم.. الإجابة: "فرصة..!"

حمد الله على السلامة يا هيثم.. أرجو أن تكون عودتك طويلة هذه المرة..
مميز كالعادة.. الكلمات مع الصورة أرجعتني للوراء.. لكن عدم إتمام البوست تركني هناك.. (هتيجي إمتى تاخدني؟!).. أرجو أن يكون سريعا..

منتظر البقية

تحياتي أخي الحبيب.

Tears يقول...

ليتنا نعرف التاريخ و نفهم المعنى و نستفيد

مش بس مش بيتعلموا من التاريخ لكن كمان مش بيتعلموا من الحاضر او الماضى القريب جدا

ماجد العياطي يقول...

اخي الحبيب هيثم

اسقاط رائع للاحداث وتحذير جاء في وقته

جاء في وقت تتسابق الايدي على مصر حتى قبل السباق المشروع

لابد من اخذ الاعتبار اولا واخرا وهذا مايقلق الناس على هذه الثوره التي لم تأتي ثمارها بعد

اتمنى من الله الا يخيب رجائنا يارب

احميها بايدينا

تحياتي

سكرتيرة جديدة يقول...

امممممممممممم
فكرتنى بتاريخ المدرسه

بص انا هستنى الجزء التانى عشان تبقى الفكرة مكتملة فى دماغى


بس كلام جميل ...كلام معقول ...حتى الان

Ramy يقول...

فيييييييييييييييينك

يا هيثم

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كلفنى الاستاذ بيرم المصرى بارسال هذه التحيه لجميع الاصدقاء وذلك لتعذر قيامه بها بشخصه
(اجمل التهانى واطيب الامانى للجميع بمناسبه عيد القيامه المجيد وشم النسيم)

ورد الغصون...

نيابه عن بيرم المصرى